الاثنين، ١٨ رجب ١٤٢٩ هـ

التمييز العنصري في إمتحان البسيخومتري


التمييز العنصري في إمتحان البسيخومتري
بقلم : عُمر عاصي


حتى الأمهات باتت تتحدث عن البسيخومتري في مَجالسها , حتى الشباب في المرحلة الثانوية يتملكهم القلق إذا ذكرت أمامهم تلك الكلمة , حتى الصُحف الأسبوعية باتت تعج بالإعلانات عن معاهد التحضير للبسيخومتري .. وقد يكون البسيخومتري كابوساً يطاردك – اذا كنت تنوي الدراسة بالجامعات الإسرائيلية - .
بين فترة واخرى كنا نسمع في القرية : فلان ابن فلان حصل على علامة 700 فتجد العيون تحملق بصاحب الخبر وكأنها لا تصدق , وقد تسمع بينما تسير في الشارع : فلان قام باعادة الامتحان 7 مرات وفي المرة الاخيرة حصل على كذا . وفي فترة ما قبل صدور العلامات تجد الامهات تتحدث عن البسيخومتري قبل ابنائها , وربما تجد الجدات ايضا .. كل هذه مشاهد ومحاضرات من الواقع احببت ان ابدا بها مقالتي .

وقد يتساؤل القارئ : ما هو البسيخومتري ؟ ..
البسيخومتري – وهي كلمة اعجمية - : هو امتحان يطلب من كل طالب ينوي التقدم لجامعة أن يخضع له حيث يمتحن الطالب بمواد 3 , الانجليزية والتفكير الكمي – الحساب والهندسة - , والتفكير الكلامي – المنطق واللغة وفهم المقروء - . ويكون سلم العلامات فيه من 200 – 800 ويقدر الوقت لكل سؤال واخر بـ 50 ثانية . ويشكل هذا الامتحان 75 % من علامة القبول للجامعة .
وفيه تقول وزارة التربية والتعليم :
" هو وسيلة لرصد إحتمالات النجاح في الدراسة في مؤسسات الدراسات العليا وتستخدمه هذه المؤسسات لفرز المرشحين – للدراسة – للمواضيع والتخصصات المختلفة – صعوبة القبول حسب طلب الموضوع في السوق – " .

وفي تكلمة التعريف , تخبرنا الوزارة عن نجاعة هذا الإمتحان فتقول :
"يعتبر هذا الامتحان بالمقارنة مع وسائل الفرز الاخرى أقل وسيلة تتأثر من الخلفية المختلفة لكل مرشخ واخر" .

كان ذلك كلام الوزارة , او بالاحرى كلام المركز القطري للإمتحان والتقييم , وحقيقٌ ان الكلام كله كان جميلاً في ظاهرهِ مما يوحي للقارئ بانه على وشك الدخول لمدينة افلاطون الفاضلة التي لم يعرف التمييز المرفوض اليها سبيلاً بعد .

وهنا لا بد من الإنتباه بُرهةً ! فكيف تكون هذه الوسيلة من افضل الوسائل بينما نجد لها معارضة قوية , من طرف الشباب والفتيات المتقدمين للامتحان نفسه فمنهم من ييأس ويختار لنفسه الدراسة في كلية وربما يتنازل عن حلم حياته وقد يختار الهجرة الى بلد اوروبي او عربي ليحقق حلمه. كما ونجد من المعارضين لهذه الوسيلة فئة لا بئس بها من المثقفين والاكاديميمن والتربويين . ولكن كما قال الشاعر :
لقد اعييت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي

لمِثل هذا , كان لا بد من الوقوف على كلام المركز القطري للامتحان والتقييم , إذ الناظر والمُتابع لمعدَّلات الطلاب , واختلاف خلفياتهم , يجد علاقة مباشرة , تستدعي منه الانتباه والتأمل في نجاعة هذا الامتحان .

في احدى الفترات , كان لا بُدَّ لي من خَوض هذا الامتحان وفي خوضي للتجربة ومع انني درست دراسة – لا يعلم قدرها الا الله – لم احصل على مرادي , ومن بين الاحاديث التي كان تثار قبل وبعد صدور العلامات . هي ان علامات اليهود اعلى من العرب , وان هناك تمييز وما الى ذلك من علل , والحق يُقال انني لم اعط القضية أي اهتمام فكنت أظن ان هذه المبررات ليست الا هروبا من الواقع وان الشباب العرب لا يدرسون فوجدوا لهم حجة .

كان الأمر اخطر مما توقعت , ففي الفترة الاخيرة وجدت احدى الصحف المحلية , تتحدث عن ندوةٍ أُقيمت برعاية مركز " دراسات " – المركز العربي للحقوق والسياسات ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي – وحيث تم نقاش مسألة :
" إمتحان البسيخومتري ومتناولية التعليم العالي : تصنيف ام اقصاء " ,
واثارني ان نجد عددا لا بأس به من الأكاديميين ورجال التربية وقيادات سياسية وناشطين جماهيريين قد اتحفوا الندوة بحضورهم وفِكرهم .

نوقِشت في الندوة نقاط مهمة , ومن اكثر النقاط التي تم التأكيد عليها هي ان هذا الامتحان يؤسس لثلاثة انماط من التمييز بين المتقدمين للإمتحان . أما الثلاثة انماط فهي :
الإختلاف على اساس قومي ثقافي وهي ان معظم العلامات العالية تكون للطلاب الذين تقدموا للامتحان باللغة العبرية – علما بان هناك امكانة لتقديم الامتحان بالعربية والروسية ولغات اخرى - .

الاختلاف على اساس طبقي : فالمتقدمين الذين جاءوا من اوساط وخلفيات اجتماعية اقتصادية مرتفعة يحصلون على علامات اعلى من غيرهم.

الاختلاف الجندري – أي على اساس الجنس – فتبيّن الدراسات ان علامات الذكور اعلى من علامات الاناث حتى بين المتقدمين العرب .

كانت هذه الانماط الثلاثة , والتي تم النظر فيها بموضوعية تامة , ولكننا اذا ما تناولنا الشريحة العربية نجدها تنتمي الى هذه الاختلافات دفعة واحدة وبهذا تكون هذه الاداة , مشكوكة الإمر . لا افضلية لها , بل ان الذين يحظون بالعلامات العالية هم الطلاب او الانماط الفكرية التي تُعنى الدولة بها .

ليس من الصعب ان نلاحظ ان هناك فجوة بين نتائج تلك الندوة وبين الكلام الذي جاء عن وزارة التربية والتعليم , فبين الوضع الإفتراضي والوضع الواقعي في هذا المضمار , فجوة لا يستهان بها .

وللحق فهناك نص ورد عن الوزارة , فيه من الواقعية ما ليس في غيره من النصوص حيث تقول :
" قد يكون هناك اشخاص لم ينجحوا في الامتحان ولكنهم نجحوا جدا في دراستهم او العكس من ذلك .. "
فهذا النص كفيلٌ بأن يعزي من لم يجد له مُعَزٍ بعد , لان هذا النص والذي لم افهم محله من الإعراب بعد مدح الوزارة لذلك الامتحان , فكأنها بمثل تتجاهل تلك الفئة التي لم تنجح بالامتحان , واذا وفَّقنا بين ما قيل في هذا النص وبين ما قيل في الندوة نجد ان هناك حقا إهمال للفئات المذكورة والتي تعاني من التمييز .

أخيراً , مع ان هناك كثيرون يطالبون بإلغاء هذا الامتحان ويتمنون ذلك , لكنني استبعد ان تلغي وزارة التربية والتعليم هكذا امتحان , فبالنسبة للدولة , لا شك في ان مثل هذه الوسيلة تشكل حركة اقتصادية لا بئس بها في المجال التربوي فالدورات تكلف التكاليف الباهظة كما السفريات من والى المعهد وشراء مواد مساعدة وما الى ذلك من مصايف . لمثل هذا نقول انه ليس للطالب سوى طلب العون من الله بعد الاجتهاد والصبر .

كان الله بالعون .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بعد السلام عليكم والرحمة والاكرام ,

قبل عدة سنوات , اجروا تجربة الغاء البسيخومتري او اقلال نسبته للدخول الى الجامعات , وفي السنة نفسها دخل عدد كبير من الطلاب العرب لموضوع الطب

ولكن بعد سنة من تعليمهم , المعظم منهم ترك هذا الموضوع لصعوبته او عدم مقدرتهم عليه !

ومن هذا المنطلق اطلقوا استنتاجا

ان امتحان البسيخومتري هو الطريقة الافضل لقياس قدرة الطالب !!!

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !