السبت، ٢١ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

في العفة والعفاف .. مختارات شعرية

في العفة والعفاف .. مختارات شعرية


من عبق تراثنا العتيق , وددت ان احلق بين دهاليز الاوراق باحثا عما يسحر الروح من بديع الكلام وبليغ الاشعار في الاخلاق الكريمة وعلى رأسها العفاف . فرحت ارتشف ما جاء في ابواب الهوى العذري وشيئا من العفة والعفاف حتى يكون للنفس ملاذ .
واحببت ان ابدأ بطرح طرفة ابهرتني عن العلامة محمد ابن سيرين حين يقول :ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا نوم غير أم عبد الله، وإني لأرى المرأة في المنام فاعلم أنها لا تحل لي فاصرف بصري .فمثل هذا الرجل التقي الورع صفي القلب يجعلنا نغبطه على مثل هذه الصفة فجعلني اضم صوتي لمن قال : لَيتَ عَقلِي فِي اليَقَظَةِ كَعَقْلِ ابن سِيرين فِي المَنَامِ.

فنسأل الله ان يرزقنا العفاف وان يهدينا للحق والصواب وبإسم الله نبدأ :

مع الإمام العالم الفقيه , الشافعي رحمه الله :

عفوا تعف نساؤكم في المحرم ... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
ان الزنـا دين فان اقرضته ... كان الوفا من اهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حُرمَ الرجال وقاطعا ... سبل المودة عشت غير مُكرَّمِ
لو كنت حُرا من سلالةِ ماجدٍ ... ما كنت هتَّاكا لحرمة مسلمِ
من يــزنِ يُـــزنَ به ولو بجداره ... إن كنت يا هذا لبياً فأفهمِ



وقول عنترة بن شداد الذي عاش في الجاهلية نجده يتكلم عن العفاف بأسلوب مميز :


وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مـأواهـا
إني امرؤ سمح الخلـيقة مـاجـد ... لا أتبع النفس اللّجوج هـواهـا



ومن ربيع الابرار للزمخشري نجده يخبرنا عن القرشية التي انكشف شعرها فلمحها رجل غريب وذا بها تحلقه وتقول في هذا :



إن أكن طامح اللحاظ فإني ... والذي يملك الفؤاد عفيف



ونجد أيمن بن خريم يقول في العفاف :


فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدهـا ... فما أنا بعد الشيب ويلك والخمـر

تعففت عنها في العصور التي خلت ... فكيف التصابي بعد ما كلأالعمـر


وفي كتب الاخبار نجد ان بثينة دخلت على عبد الملك بن مروان فقال: يا بثينة ما أرى شيئاً مما كان يقول جميل، فقالت: يا أمير المؤمنين، إنه كان يرنو إلي بعينين ليستا في رأسك،قال: فكيف صادفتيه في عفته؟ قالت: كما وصف نفسه:

لا والذي تسجد الجبال لـه ... ما لي بما دون ثوبها خبر

ولا بفيها ولا هممت بهـا ... ما كان إلا الحديث والنظر


ونجد ان احدهم ويدعى توبة راود ليلى معشوقة قيس عن نفسها، فاشمأزت وقالت:

وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ... فلس إليها ما حييت سـبـيل

لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاح وخلـيل

ونجد المبرد قد انشد كلاما في العفاف عن المعاصي بليغا بديعا يستحق كل ثناء :

مَا إن دَعَانِي الهَوَى لِفَاحِشَةٍ ... إلا عَصَاهُ الحَيَاءُ وَالكَـرَمُ

فلا إلى محرم مـددت يدي ... ولا مشت بي لريبة قَـدَمُ


ويتحدث احدهم ويدعى : إبراهيم بن محمد بن عرفة المهلبي الواسطي يقول في الهوى العذري :

كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني ... منه الحياء وخوف الله والحـذر

كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعني ... منه الفكاهة والتحديث والنظـر

أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرام منهم وطـر

كذلك الحب لا إتيان معـصـية ... لا خير في لذة من بعدها سقـر

ومن الاخبار اللطيفة : ان صَحِبَ جميلاً ( جميل عاشق بثينة ) رجل من عذرة، يدعى العشق وهو سمين، فقال فيه:

وقد رابني من زهدم أن زهدمـاً ... يشد على خبزي ويبكي على جمل

فلو كُنتَ عُذريُ العَلاقَةِ لم تكـن ... سميناً وأنساك الهوى كثرة الأكل


وفي ديوان ابن ابي حجلة نجد ان هارون الرشيد عشق جارية فلما راودها عن نفسها قالت إن أباك ألم بي فتركها وشغف بها حتى كاد يخرج على وجهه فكان ينشد:

أرى ماءً وَبِي عَطَشٍ شَدِيدٍ ... وَلَكِن لا سَبِيل إلى الوِرْدِ

وجدها تقول : أرقني أن لا ضجيع ألا عبه
عن السائب بن جبير مولى ابن عباس وكان قد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما زلنا نسمع حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا إنه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة، وكان يفعل ذلك كثيراً، إذ مر بأمرأةٍ من نساء العرب مغلقة عليها بابها وهي تقول:

تطاول هذا الليل تسري كواكبـهو ... أرقني أن لا ضجيع ألاعبـه
ألا عبه طوراً وطوراً كأنـمـا ... بدا قمر في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقـربـه ... لطيف الحشا لا تجتويه صواحبه
فو الله لولا الله لا شيء غـيره ... لنقض من هذا السرير جوانبـه
ولكنني أخشى رقيبـاً مـوكـلاً ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتـبـه

ثم تنفست الصعداء، وقالت: لهان على عمر بن الخطاب وحشتي وغيبة زوجي عني، وعمر واقف يستمع قولها، فقال لها: يرحمك الله يرحمك الله، ثم وجه إليها بكسوة ونفقة، وكتب في أن يقدم زوجها عليها.

وفي اخبار العفة والحرص على عدم ارتكاب الكبائر نجد بعض شعراء بني كلب يقول :

فقالت بحق الله ألا أتيتنا ... إذا كان لون الليل شبه الطيالس
فجئت وما في القوم يقظان غيرها ... وقد قام عنها كل وال وحارس
فبتنا بليل طيب نستلذه ... جميعا ولم أقلب لها كف لامس

ونختم جولتنا مع طرفة اورها الابشيهي في المستطرف حيث يقول الشاعر :

وإني لعف عن فكاهة جارتي ... وإني لمشنوء إلي اغتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها ... زؤورا ولم تأنس إلي كلابها
ولم أك طلابا أحاديث سرها ... ولا عالما من أي حوك ثيابها


المصادر :

ربيع الابرار الزمخشري

المستطرف في كل فن مستظرف شهاب الدين الابشيهي

ديوان الشافعي

ديوان ابن ابي حجلة
الجليس الصالح والأنيس الناصح للمعافى بن زكريا


جمع وتقديم : أحمد العربي


http://ahmad-al3arabi.blogspot.com/

الشيخ محمد الغزالي..


الشيخ محمد الغزالي..

تجسيد حقيقي للمُثقف!


في احد الأيام قمت بإدراج كلام للشيخ الغزالي بخصوص "عادات بدوية باتت تعد سنن نبوية " كان قد تطرق إليه في كتابه " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ففوجئت بدخول احد الذين لهم باع في العلوم الشرعية ووصف الكلام بأنه هرطقة !! ثار في نفسي غضب لم اشعر به من قبل وأحسست أن هذا المتحذلق تطاول في كلامه بشدة !!! ومنذ ذلك اليوم قررت أن اقترب من شخص هذا الشيخ المتوفى – رحمه الله - وقررت أن اُعرِّفَ نَفسي به وبكتاباته كما وان اعرِّفَ الاخرين عنه , فلقد كان علما من اعلام القرن العشرين وترك للامة تراثا دينيا لا يستهان به ! .



كثيرون من المثقين !! يظنون عندما نقول الغزالي اننا نتحدث عن ابو حامد الغزالي وهذا خطأ فادح , فالشيخ محمد الغزالي هو من ابناء القرن الماضي اما ابو حامد فهو من ابناء القرون الوسطى ولكن هناك علاقة وثيقة بين الاسمين حيث ان ابو الشيخ " محمد الغزالي " كان يحب شيخ الاسلام ابو حامد فاطلق على ابنه بهذا الاسم حبا ووفاء لشيخ الإسلام .


ولد الشيخ محمد الغزالي سنة 1917 م ونشأ في بيئة متدينة وكان ابوه الموجه الاول له في حفظ القران والدراسة في الأزهر وبهذا نشأ محمد الغزالي في هذه البيئة الملتزمة ولكنه يقول ان كان عادية ولكن كان يميزه عن غيره حب المطالعة فكان يقرأ كل شيء وفي كل شيء .



لم يصل شيخنا الكريم الى ما وصل اليه بفعل معجزة سماوية , ولكنه وصل بفضل الله والمثابرة فلقد كان الشيخ يلتمس حسنات شيوخه ويتعلم منه ومن اساليبهم فيأخذ من كل بستان وردة ويحملها لينثر عطرها حيثما ذهب وحل .


فيقول الشيخ : المدرسة التي أعتبر نفسي رائداً فيها أو ممهداً لها تقوم على الاستفادة التامة من جميع الاتجاهات الفكرية والمذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي، كما ترى الاستفادة من كشوف الفلسفة الإنسانية في علوم النفس والاجتماع والسياسية والاقتصاد والتاريخ ومزج هذا كله بالفقه الصحيح للكتاب والسنة.


وبهذا نرى توجهه الشريف والحكيم في تناول الشريعة الإسلامية مع الاستفادة من العلوم الإنسانية . فلقد كان الامام الغزالي عالما بمعنى الكلمة وداعية من الطراز الاول كما وكان مفكرا في الدرجة الاولى ! طبعا ولا ننسى انه كان أديبا من أدباء الأمة، حيث كتب الشعر في شبابه وكان حريصا على أن لا يخطئ من الناحية اللغوية، ولو أخطأ مرة اعترف واعتذر.


ان الكلام عن هذه الشخصية يطول ويطول حتى ان القرضاوي وهو احد تلاميذ ومعجبي ومحبي الشيخ محمد الغزالي كتب فيه كتاب وفاء فوجدته يقول :



"وقد كتبت عن الشيخ الغزالي كتاب “الشيخ الغزالى كما عرفته.. رحلة نصف قرن” الذي أردت أن يكون صفحة وفاء للشيخ في حياته؛ فكثير من الناس لا يعترفون بأقدار الكبار إلا بعد وفاتهم، كما وجدت أن الماركسيين وغيرهم يضعون هالات على رجالهم وأدبائهم وشعرائهم ومفكريهم، بينما الإسلاميون لا يتحدث بعضهم عن بعض. "



فإذن ان معرفة ملامح شخصية هذا المفكر الحاذق لا تتأتى من خلال قراءة سيرة حياته فقط بل من خلال افكاره التي لا تبالي كثيرا بالقشور وانما تعنى بالمسائل الجوهرية في تحسين وضع الامة العربية كالمسائل الفكرية والاقتصادية وما الى ذلك من مواضيع مهمة !



انتقل الأستاذ الشيخ إلى رحمة الله تعالى مساء الأحد 19 شوال 1416 هـ الموافق (9/3/1996م) في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ثم دفن في البقيع في المدينة المنورة عاصمة القلوب المؤمنة رحمه الله وأجزل مثوبته وطيب ثراه وبلل بالرحمة ذكراه.

بقلم : احمد العربي

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !