الثلاثاء، ٢٦ رجب ١٤٢٩ هـ

النقاب ،، المراة ،، الواقع


النقاب ،، المراة ،، الواقع


السادسة والنصف صباحا ، دخلت بإسم : احمد العربي لإحدى المنتديات بعد ان تلقى رسالة بتعقيب جديد على موضوع : سؤال حول الحجاب والنقاب - كان قد رد فيه بنقله لرأي الشيخ محمد الغزالي وتأييدي لهذا الرأي في هذه المسالة وردود أخرى قاسية على اشخاص كنت قد لاقيت منهم تهجمات في فترة سابقة - .. دخل حيث الموضوع فلم يجد من أهل ذلك المنتدى إلا بوصفي خارجا عن الأدب كما وهزالة الفكر وضحالةً في فهم الإسلام ..

وقفت متأملا للحظات .. هل عسى المسلمين قاموا في نهضة لإقامة حدود دينهم .. كان الموضوع يقف على الأربع صفحات .. ذلك عدد ضخم في منتدى محلي وأي محيلة تلك .. فهو منتدى لجميعة طلابية إسلامية من عرب 48 المنتمون للحركة الإسلامية الشمالية !!! وهذا ما كان بوجود رغم كل تلك الحصرية .. !! والمؤسف انني كنت قد طرحت مواضيع اخرى تتعلق بالفكر الإسلامي لم اجد اي اهتمام يذكر !! ولكن النقاب ( واااو ) قضية مهمة جدا جدا جدا كما يقولون .

تأخذني الأفكار حيث الشتات لأتجول بين دهاليز الذكريات مستحضرا مشاهد كثيرة اتنغص لوجودها ، فتارة استحضر موقفي وانا في مدينة إربد الأردنية ( ذات الاغلبية المسلمة ) .. وتارة كيف كان موقفي بينما انا في شرم الشيخ في الجمهورية المصرية ( الأغلبية المسلمة ) – التي نويت ألّا اعود اليها ثانية - .. وأخيرا زخم المشاهد بينما انا اتجول في شوارع عرب 48 التي تعج بالتبرج المبتذل حتى في السوق العربي في مدينة القدس هناك إبتذال مخزٍ !! كما ولم يكن هناك بدٌ من إستحضار حال فتيات المسلمين والعرب عامة من خلال مشاهدة التلفاز والتجول في ساحات الإنترنت !!!

من الواقع أعود مرة أخرى الى العالم الإفتراضي لأجد ان الكثير من اولئك الذين لم يروا ولم يجدوا رواجا لأفكارهم المتطرفة قد إستمتعوا وراقت لهم الساحات الإفتراضية حتى يفرضوا على المسلمين أفكارهم ولو إفتراضيا .. ولو كان هناك بديلا إسلاميا معتدلاً متزنا يخرج الإسلام من الصحراء الى العالمية !!

وفي هذه الفترة الزمنية صادف انني إشتريت كتاباً مميزا لـ د متولي محمد متولي بعنوان : مناظرات الغزالي !! وفي هذا الكتاب خُصص باب بأكملة لقضايا المرأة المسلمة لأهمية قضيتها ومن بين القضايا التي نوقشت : عدم تعلم النساء الكتابة لحديث موجود في كتاب الحاكم في المستدرك !! كما وأن المراة لا ترى الرجال ولا يرونها كما يقول صاحب الزوائد !! وقضية خروج المرأة الى المسجد فقط بملابس المطبخ التي "تتضوع" بروائح الثوم والصل ، كما يرى القسطلاني !! وعدم خروج المراة من البيت وهو فن من فنون المتطرفين ايضا ومواضيع اخرى كثيرة كما ولا ننسى ضرب المرأة لأي سبب كان .. وكان للنقاب نصيبا كبيراً من النقاش ! فالشيخ محمد الغزالي لا يرى به فريضة كما ويرفض ظهور المراة المسلمة به !!

ومن كثير الصفحات ، وجدت أن انقل غيض من فيض ما جيئ في هذا الكتاب :

".. إن الاوروبيين يعرفون الفضيلة في أزياء الراهبات عندهم وهذه الأزياء أقرب ما تكون الى الحجاب الشرعي عندنا وإذا كنا إلتزمنا بها انصفنا ديننا واغرينا عشاق الفضيلة بالدخول فيه ، واما اخفاء الايدي في القفازات واخفاء الوجوه وراء هذه النقب .... فذاك لم يأمر به دين .. " ص 296 ( دار الغراس ) .

فسبحان الله ،، إستطاعت هذه الفئات ان تسيطر على المراة لفترة لا بأس بها من الزمن اما اليوم بعد تلك الموجه الليبيرالية بدأت النساء تخلع النقاب والحجاب معاً .. لِما ذقن من ظلم وجعلوهن يرون الإسلام على غير حقيقته فبدى لهم وكأن وحش يلتهم حقوقهن .. فالأولى بنا ان نعرض الإسلام بعرض يليق به وبشموليته !

كما وحاولت اجمع من اقوال الشيخ وكلامه ما جيئ في اقوال العلماء لإجازة كشف الوجه واليدين :

القرطبي وهو مالكي
الخازن وهو شافعي
ابن كثير وهو سلفي
ابن قدامة وهو حنبلي
ابن جرير الطبري وهو من كبار المفسرين
وإبن حزم صاحب كتاب المحلى
والقاضي عياض وهو من قضاة غرناطة
وابو بكر الجصاص وهو حنبلي


وللشيخ الغزالي موضوعا طويلا في كتابه : السنة النبوية بين أهل الفقه واهل الحديث - موجود على الإنترنت - يعرض فيه الأحاديث التي يستدل بها من يقولون بالنقاب ويناقشها من حيث المتن والسند .

بعد كل تلك الفقرات الزاخرة بالفهم القويم والفكر النيّر كان لا بد ان يأتي احد المتطرفين ليجعل من كل هذه الاقوال والأفكار في عالم الخطأ وان يرجح افكاره .. دون غيرها ويرى ان كشف المراة وجهها خطأ ومجلبة للفساد وبالتالي يشجع على الزنى فلذلك الأحرى تحريمه وكأن الزنا مرهون بخروج المراة وكشف وجهها وهذا القول هو ما يبدي هزالة فكرهم وضحالته فلماذا لا يقولون ايضا المراة يجب ان تحشر في الزاوية القصوى من البيت خوفا من ان يعرف ان في البيت نساء وربما تختبئ تحت السرير عندما يزور البيت زائر فاحسن من ان يلاحظ وجودها فيحدث الزائر نفسه بالزنا !!!! افكار عجيبة جدا لأفكار يظنون انهم يدافعون عن الإسلام .. كما وقد وجدت بين صفحات الانترنت من القصص ما لا يرتاح له بال من حوادث واخبار عن فتيات ترتدي النقاب ومعظمهن من الفتيات التي يفرض عليهن النقاب فرضا إلا انني لا احب ان ارمي كل من ترتدي النقاب بالنفاق ولكن بالنسبة لي هي مضطهدة فكريا !!

إذا كنت ترى النقاب فرضا فاظنك بهذا تضع ثلاثة ارباع المسلمات على وجه الارض تاركة لهذا الفرض .. حتى الفتيات والنساء التي دعمت الإسلام في الفترة الاخير معظمها لا ترتدي النقاب وترتدي الحجاب الشرعي الحق !! فكأنك تقول انها ايضا واقعة في الخطا لمجرد رؤيتك لان الحجاب فرض !!!

نقول لمن ارادت ان ترتدي النقاب لا ارى سوى انها تؤكد كلام من قال ان المراة لا تخرج من بيتها ثلاث مرات : عند الولادة وعن الزواج وعند الموت !! فالمراة التي ستخرج وتواجه المشاكل لا تلوم إلا نفسها .. فعلماء الدين إجتهدوا في هذه القضية واصبح عندنا رأي يسير واخر عسير .. ونحن في زمن غاب فيه الحكم الإسلامي فلماذا لا تأخذين بالرأي الأيسر .. ؟؟


أخيرا .. لا بد للمسلمين من ان ينظروا بإعتدال تجاه قضايا المراة المسلمة وان يأخذونها على محمل الجد لان الغلو في قضايا المراة جعل المراة تنتفض وتثور على كل المفاهيم السائدة في المجتمع وللأسف التي يحمل معظمها المسلمون . كما لا بد من ان ننشر الإسلام بفكره المعتدل المتزن .. فللمراة حق المشاركة في الحياة مع الرجل فكما يقول الشيخ محمد في رده على فتاة مُنعت من الخروج من البيت بعد ان تخرجت من كلية الصيدلة : إن الإسلام لا يحرم على المراة ان تبيع وتشتري وان تتعامل مع الناس ما دامت مستترة في زيها الإسلامي متأدبة بأداب الإسلام غير متبرجة بزينة ، تحفظ نفسها وعرضها من الذئاب .. ص 335 من نفس الكتاب . كما يجب ان نقول بأن التفريط بالنظرة المعتدلة والأخذ باراء ليبيرالية ليست من الإسلام هو أساس ضياعنا وشتات حضارتنا وهزائمنا المتراكمة بين الأمم .. فلا غلو ولا تفريط .

لست الأول والأخير الذي يوصف بالجهل والهزالة .. فإبن رشد وإن كان اعظم مني قدراً فقد طرد من المسجد وهو إبنه لأنه كان من اصحاب الرأي والعقل ولم يرضى بالتقليد . والشيخ محمد الغزالي وصف بالهرطقة وعداء السنة النبوية فلماذا لا يصفونني بالجهل ؟؟ وإبن سينا لا زال يُكفّر من قبل السلفين المتطرفين .. كما والقرضاوي يهاجم في شتى المواقع .. والداعية عمرو خالد يلقى من يلقاه من الشتائم في المنتديات .. وطارق سويدان يوصف باوصاف لا تليق بمقامه .. فمن انا ؟؟؟

هناك تعليقان (٢):

sallam يقول...

السلام عليكم
اخى احمد العربي لاتتفاجأ !!
فهنالك الكثير من الافكار المتطرفة
الاسلام برئ منها ....
ارى ان رأي الامام الغزالي هو الارجح والايسر ويأيده راى الجمهور وكثير من العلماء
واود ان اضيف بعض الاقوال الاخرى في هذه القضية:
ظاهر مذهب أحمد بن حنبل، أن كل شيء من المرأة عورة بالنسبة للأجنبي عنها حتى ظفرها، وروي عن الإمام أحمد أنه قال : إن من يبين زوجته لا يجوز أن يأكل معها؛ لأنه مع الأكل يرى كفها، وقال القاضي من الحنابلة : يحرم نظر الأجنبي إلى الأجنبية ما عدا الوجه والكفين.

وقد اعتمد الجمهور على أدلة من القرآن والسنة، منها : قوله تعالى : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، أي مواضعها، فالكحل زينة الوجه، والخاتم زينة الكف، وقد ذكر ابن كثير الآية وعقبها بقوله : «قال الأعمش : عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } قال : وجهها، وكفيها، والخاتم وروي عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي الشعثاء والضحاك وإبراهيم النخعي وغيرهم نحو ذلك»

ومن السنة ما روته عائشة رضي الله عنها ؛أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : «يا أسماء، إن المرأة إذ بلغت المحيض لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا» ،وأشار إلى وجهه وكفيه.
وهنالك اقوال واراء كثيرة ...

اشكرك اخي احمد على طرح هذا الموضوع
واحييك فلقد شفيت غليلي على كثير من هؤلاء اصحاب الافكار المتطرفة

تحياتي

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي أحمد

أود أن اشكرك وأشد على يديك لأسلوبك الراقي في الحوار بعيدا عن التعصب الأعمى والمناكفة البتراء.

وبخصوص النقاب فأنا أميل بشدة لما ذهبت إليه، وأعتقد أن على الذين يغالون هداهم الله أن ينظروا بعين المنطق أولا ثم يعودوا الى الشرع حتى يثبت لهم الحق ويبين السمين من الغث،
بارك الله فيك وقد قمتُ ولي الشرف باضافة مدونتك الى قائمة المدونات الصديقة في مدونتي

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !