الاثنين، ١٩ رمضان ١٤٢٨ هـ

التبصرة بالتجارة


التبصرة بالتجارة


للجاحظ البصري



اعداد وتقديم : احمد العربي

لقد جمع ابو عثمان الجاحظ في هذا الكتاب من المواد ما يعود بالنفع الجم على كل من يقصد الاسواق متسوقا, ومن منا لا يذهب للسوق للتسوق, ومن منا لا يحتاج للتجارة في حياته اليومية, والتعامل بالتجارة . حقيقةً إن قضية التجارة قضية حساسة جدا وتتطلب مهارات غير سهلة على العامة وبذلك خرجت الاجيال بمثل عامي تناقله الكبير والصغير : التجار فجّار .. وهذا القول قد ينطبق على تاجر ولا ينطبق على اخر فتاجر لا يخاف الله كيف سيكون نزيها مع زبونه ؟



ان الحاجة لمثل هذا الكتاب عرفتها بشدة حينما كنت في رحلتي للديار الحجازية, وفي كل مرة كنت اعود فيها من السوق لا أزال اسمع كلمات مثل اصلي وتقليد ومزيف تتردد في ذهني من كثر حاجتي لها وخوفي من هذه الكلمات عند تواجدي في السوق, فعندما تقصد الساعاتي تقول له اريد ساعة كذا وكذا فيقول لك خذ هذا أصلي ويعرض عليك سعرا لن يقبله من عنده وقت للمساومة والتفاوض, فتبدأ بالتفاوض فيصل الذي عُرِض عليك ب 70 ريالا الى 20 ريال او 15 ريالا, مما قد يجعلنا نفكر بسؤال البائع من البداية هل هذا اصلي او تقليد ؟ ومن الباعة من هو شريف الطبع فيقول لك عندي هذا وعندي ذاك, فساعة كاسيو تساوي 45 ريالا اذا كانت اصلية ومصنوعة في تايلاند ولكن التقليد تساوي 10 ريالات ولن اضمنها لك دقيقة بعد ان تشتريها ومصنوعة في ماليزيا ! للاسف اخذ معي وقت طويل حتى بدأت اتمرس في التفاوض مع التجار .. ولا اظنني ساغلبهم يوما فمثلا في الاجهزة الاليكترونية تذهب لتشتري جهاز MP4 فتشتريه وانت على علمٍ انه يتسع ل8 جيجا او 4 جيجا ولكن المفاجاة الكبرى حين تصل بيتك فتجد ان الجهاز يتسع فقط ل 1 او نص جيجا !!! ..



مثل هذه النقاط المؤلمة تجعل الناس في كل مكان يبحثون عن نبع فياض يرتشفون منه ما يجنبهم مثل هذه الخدع وللاسف لا نجد اليوم كتابا في الاسواق وخصوصا اسواقنا العربية المحلية, وانا لا ادري ان كان يوجد كتاب اصلا مشابه لكتاب التبصرة بالتجارة .


من امتع الابواب التي رأيتها في هذا الكتاب :

باب معرفة الذهب والفضة
وامتحانهما
قال الحكيم: يستحب من الذهب سبيكه، وغير سبيكه، وأن يكون كنار خامدة وشعاع مركوم وكبريت قانيء، وإنما دامت دولته لأنه لا يدحضه خبث الكير ولا يفسده مر الدهور وقيل إنما صار الذهب ثميناً لقلة تغيره وازدياد نضارته وحسنه إذا عتق ولإن الأشياء تنقص عند المس والدفن ما خلا الذهب فإنه لا ينقص البتة.
وخير الدنانير العتق الحمر إلى الخضرة، وزعم بعض الأوائل إنما يمتحن الدينار بلصوقه الشعر واللحية وصعوبة استمراره فيهما، والنبهرج من الدنانير يعتبر بخفته وثقله
.
وزعموا أن خير الذهب العقيان وخير الفضة اللجين، ومذاق الفضة الصافية عذب، ومذاق الزيوف مر صديء، والنبهرج من الدراهم مالح جرسي الطنين، والفضة صافية الطنين لا يشوبها صمم وهي تقطع العطش إذا مسكت في الفم.


و باب ما يجلب من البلدان
من طرائف السلع والأمتعة والجواري والأحجار وغير ذلك

يجلب من الهند الببور، والنمور، والفيلة، وجلود النمر، والياقوت الأحمر، والصندل الأبيض والأبنوس وجوز الهند.
ويجلب من الصين: الفرند، والحرير، والغضائر، والكاغد، والمداد، والطواويس، والبراذين الفره، والسروج، واللبود، والدراصيني، وادارند الروم الخالص، ويجلب من أواني الفضة والذهب والدنانير الخالصة القيسرانية، والعقاقير، والبزيون والأبرون، والديباج، والبراذين الفره، والجواري، وطرائف الشبة، والأقفال المحكمة، واللورا، ومهندسو الماء، وعلماء الحراثة، والأكارة، وبناة الرخام، والخصيان.
ومن أرض العرب: الخيل العراب، والنعام، والنجائب، والقانة والأدم.
ومن البربر ونواحي المغرب: النمور، والقرظ، واللبود والبزاة السود.
ومن اليمن: البرود والأدم، والزرافات، والجواميس، والعقيق والكندر، والخطر، والورس.
ومن مصر: الحمر الهماليج، والثياب الرقاق، والقراطيس، ودهن البلسان، ومن المعدن الزبرجد الفائق.
ومن الخزر: العبيد والإماء، والدروع، والبيضات والمغافر.
ومن أرض خوارزم: المسك، والقاقم، والسمور، والسنجاب، والفنك، وقصب الطيب.
ومن سمرقند: الكاغد.
ومن بلخ ونواحيها: العنب الطيب، والفوشنة.
ومن بوشنج: الكبر المربّى.
ومن مرو: الضرابون بالبرابط الجياد، والطنافس، والثياب المروية.
ومن جرجان: العناب، والتدرج، وحب الرمان الجيد، واليرمق اللين، والابريسم الجيد.
ومن آمد: الثياب الموشية، والمناديل، والمقارم الرقاق، والطيالسة من الصوف.
ومن دباوند: نصول السهام.
ومن الري: الخوخ، والزئبق، واليرمق، والأسلحة، والثياب الرقاق، والأمشاط، والقلانس الملكية، والقسيات الكتان، والرمان.
ومن أصفهان: الشهد والعسل، والسفرجل، والكمثري الصيني، والتفاح، والملح، والزعفران، والأشنان، والأسفيذاج، والكحل، والسرر المطبقة، والأثواب الجياد، والشراب من الفواكه.
ومن قومس: الفؤوس والأمساح، والجتر، والطيالسة من الصوف.
ومن كرمان: النيلج، والكمون.
ومن الجور: الجوارشن، وبزرقطونا.
ومن برذعة: البغال الفره.
ومن نصيبين: الرصاص.
ومن فارس: الثياب الكتان التوزي والسابري، وماء الورد، ودهن النيلوغر ودهن الياسمين، والأشربة.
ومن فسا: الفستق، وأصناف الفواكه، وطرائف الثمر، والزجاج.
ومن عمان وسواحل البحر: اللؤلؤ.
ومن ميسان: الأنماط والوسائد.
ومن الأهواز ونواحيها: السكر، والديباج الخزوالصناجات والرقاصات وأنواع التمر والدبس والقند.
ومن السوس: الأترج، ودهن البنفسج، والشاه سبرم، والجلال والبراذع.
ومن الموصل: الستور، والمسوح، والدراج والسماني.
ومن حلوان: الرمان والتين والكامخ.
ومن أرمينية واذربيجان: اللبود...والبراذع والفرش والبسط الرقاق، والتكك والصوف.


واخيرا وليس اخرا ان الجاحظ استهل هذا الكتاب او الرسالة بكلمات بليغة وجيزة يصف فيها ما سيأتي في الكتاب فيقول انه جعل في هذا الكتاب أوصاف ما يستظرف في البلدان من الأمتعة الرفيعة، والأعلاق النفيسة، والجواهر الثمينة المرتفعة القيمة، ليكون ذلك مادة لمن حنكته التجارب، وعوناً لمن مارسته وجوه المكاسب والمطالب، وسماه بكتاب التبصّر । حقيقة اننا في يومنا هذا بحاجة ماسة لمثل هذا الكتاب وخاصة ان في اجواء التقليد والتزييف للسلع الاصلية والتي باتت منتشرة في جميع انحاء العالم .



والله ولي التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !