الأحد، ٢ شعبان ١٤٢٩ هـ

عالم الرياضة ، أفق جديد في الدراسة الجامعية


عالم الرياضة ، أفق جديد في الدراسة الجامعية

بقلم : عمر عاصي

لا زلت اذكر ذلك الطالب الجامعي وهو يتحدث عن ردة فعل أمه حين أخبرها برغبته في دراسة موضوع الرياضة في السلك الأكاديمي وكيف شنت عليه "حرباً" وكادت أن تغضب عليه لأنه لم يسمع بمشورتها في أن يختار لنفسه أن يدرس الصيدلة ، وخلاصة الأمر أن كان منه الإصرار ومنها الغضب حتى تلاشت موجة غضبها بفِعل الزمن .

ليس هذا الطالب هو الوحيد بحالته هذه وليست تلك الأم هي الوحيدة ، بل إن معظم الشرائح في مجتمعنا تعاني من هذه المُعضِلة وربما يجدها بيِّنةً في العائلات المُتَعَلِمَة أكثر من الغير متعلمة جامعيا ، فمعظم تلك العائلات ترغب بأن يتخرج أبنائها من كليات الهندسة والعلوم الطبية والحقوق لِمَا في تلك التخصصات من هيبة تُذكر بين فئات المجتمع .

ان هذه الظاهرة ، هي ظاهرة أخرى تابعة للتخلف الفكري الثقافي الموجود عندنا نحن المسلمين والعرب عامةً فلا زلنا نرى الجامعي ، المثقف لا يكون إلا طبيبا او مهندسا او محاميا وان غيرهم هم متعلمين ولكن .. كل ما يدرسونه لا يساوي دراسة اولئك المذكورين والذين يحظون بتلك الهيبة .

ما لا يعرفه الكثيرون انه وبتطور التكنولوجيا أصبح العالم غير ذلك العالم الذي كان من قبل وبالتالي تغيّرت مفاهيم كثيرة وتبلوت علوم حديثة وإتسعت أفاق جديدة ، فقديماً كان يُعنى بمريضٍ يطلب الشفاء ومظلوم يطلب العدالة ومهندس يصمم عمارة وربما تجد إهتماما في علوم أخرى كالفلك والحساب والفلسفة ، أما اليوم فالعالم اصبح اكثر تعقيدا وتطلعا للإبداع من قبل ، على سبيل المثال الفلاح إذا كان صاحب قدرات عقلية ممتازة يمكنه ان يدرس الهندسة الزراعية وينطلق في بحور من البيلوجيا والكيمياء وعلم الوراثة والجينات وإبتكارات تساهم في تطوير الزراعة في العالم وتحسين جودة المزروعات وأمور أخرى وكذلك الميكانيكي يمكنه ان يصبح مهندسا في الميكانيك أو السيارات وبالتالي يتطلب ذلك منه ان يتعامل مع كل جزأ من أجزاء الماكينة على أنها ظاهرة فيزيائية تستحق الانتباه وهذا بالضبط ما حصل في عالم الرياضة .

إن عالم الرياضة وإن اتسعت آفاقه إذ انه لا زال يعاني من ضيق في التنفيذ والتطبيق في مجتمعاتنا العربية أما في الغرب فالأمر بات عِلماً هائلا ويستحق كل اهتمام فالدارس لعالم الرياضة لم يعد مصيره مقيد بان يصبح استاذ في مدرسة ابتدائية او اعدادية او ثانوية – وإن كان معظم المتخصصين فيه يذهبون للتدريس - إنما يستطيع إن كان صاحب مميزاتٍ إبداعية وقدراتٍ ذهنية فيمكنه ان يخوض في بحر من العلوم لا يقل أهمية عن الهندسة والطب وغيرهما .

على قناة الجزيرة الوثائقية عُرِض مؤخرا فيلماً عن عالم الرياضة وبالتحديد عن الضربات الإحترافية ، ومع انني لست من هواة كرة القدم او كرة السلة إلا انني وجدت نفسي مُحاطا بالدهشة ، فقد أخذنا هذا العمل الوثائقي المُميّز في رحلةٍ رائعةٍ لإحدى القاعات المختصة بعالم الرياضة حيث تُجرى فيها فحوصات لشتى اللاعبين في مختلف انواع الرياضة كالسباحة والرماية وكرة القدم والبيسبول وكلة السلة وغيرهما في سبيل تحديد المهارات وتطويرها .

تخلل الفيلم إستعراضاً لأحدث أساليب وادوات تطوير المهارات وإكتشاف القدرات الخاصة عند كل لاعب ولاعب كما وتنمية الإبداع فيها ، فكان إهتماماً ملحوظاً بمستشعرات القوة والحركة والمستشعرات عامة هي من الامور التي لها وزنها في عالم الهندسة ، وإستخدام لقوانين الفيزيائية الميكانيكية والبيوفيزيائية وظواهر فيزيائية مختلفة كما كان إهتماما مثيرا لعلم الإحتمالات والرياضيات ، كذلك إستخدام تقنيات عالية في عروض الـ 3D لمراقبة عوامل فيزيائية وبيولوجية مختلفة كتفاعلات الأعصاب داخل جسم اللاعب او تجسيد وضعية اللاعب من هيئة من الهئيات قام فيها بضربة إحترافية وأساليب أخرى تستهوي المتطلعين للتقدم العلمي .

إذن ، ان المشكلة ليست في هذا العلم إنما المشكلة في ضعفنا الثقافي والفكري وعدم إطلاعنا على اخر التطورات في مجال العلوم والتكنولوجيا يجعلنا نقتصر بتفكيرنا على تلك العلوم التي عرفناها عن طريق ابائنا واجدادنا ، والافة العظمى حين يقف الاهل امام الطالب الذي ينوي ان يتخصص في مجال كهذا او أي مجال من المجالات الحديثة . كما وان هناك مسؤولية على اولئك الطلاب الذين يدرسون هذا المجال بأنهم يختارون الطريق الأسهل فيذهبون لينغلقوا في مجال التدريب وهذا حال غالبيتهم الساحقة كما وان هناك مسؤولية على الجهات المسؤولة في عالمنا العربي من حيث عدم توفير اماكن ومعاهد للدراسات الرياضية والتحليلات الرياضية العلمية .

ان عالم الرياضة اصبح لا يقل أهمية عن أي علم من العلوم الهندسية أو الطبية لما فيه من إبداع على المستويين النظري والتطبيقي ، والأولى بنا ان ننهض لنكتشف هذه العلوم وعلوم اخرى بات تحرز تقدما ملحوظا إلا في أوساطنا .

هناك تعليق واحد:

new2you يقول...

مشكوووور .. وتسلم ايديك على الموضوع الممتاز
new2you ,
http://newt0you.blogspot.com/,
توك شو , برامج ترفيهية , مطبخ

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !