يَا شَــهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ ... جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَـى طُولِ المَدَى
سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا ... حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
مَا نَسِـينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا ... بَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
غَالَكَ الْحِقْدُ بِلَيْلٍ حَـالِكٍ ... كُنْتَ فِيهِ الْبَدْرَ يَهْدِي لِلْهُدَى
نَسِــيَ الْفُجَّارُ فِي نَشْوَتِهِمْ ... أَنَّ نُورَ الْحَقِّ لَا لَنْ يُخْمَدَا
لولا تناولي لتلك الصحيفة – الميثاق – والتي توزع مجانا في قريتي كل يوم جمعة لكنت أيضا مثل الاف العرب والمسلمين الذي غاب عنهم ان اليوم ذكرى إعدام الشهيد السيد قطب ، إنه رجل من أهل الحق ، أديب فذ ، سياسي محنك ، أستاذ الفاضل ، كاتب بارع ، شاعر مميز ، عالم نحرير ، مفكرٌ عملاق ومقاوم صنديد .
وخير ما نستهلّ به عند الحديث عن مثل هذا الشخص الكريم ، هو أخر محادثة جرت بينه وبين احد الضباط الذي نزل من السيارة وهو يصيح بالجلادين : مكانكم ! فتقدم نحو السيد قطب وهو يبشره بان معه هدية من الرئيس وما عليه إلا ان يوقع على كلمة واحدة فيطلب ما يشاء ، ففتح الكراس قبل ان ينبس السيد بكلمة ليقول الضابط : اكتب هذه الكلمة فقط : "لقد كنت مخطئا وإني اعتذر" ، وبهدوء عجيب رد السيد عليه بكلماته الرزينه : أبداً .. لن اشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول ! ، اما الضابط فما كان منه إلا الحزن والاسى وهو يقول للسيد : ولكنه الموت يا سيد . فأجابه : يا مرحباً بالموت في سبيل الله .
تلك المحادثة التي نقلها احد الشرطيين التائبين ، لِمَا رأوه من السيد قطب بعد ان أعلموا من قبل السلطات بأن السيد قطب وغيره من الأخوان الذين يتم إعتقالهم هم من الخونة المتعاملين مع اليهود ولا سبيل في استخلاص أسرارهم إلا بأشد العذاب فما كان منهم إلا تعذيب المسجونين حتى بدى لهم الحق ، حين رأوا منهم عدم الإنقطاع عن الصلاة ، ومباشرة الصلوات .
وبذلك يمكننا الخوض في سيرة شهيد الحق هذا ، حين كرّس جهوده في خدمة الدين ، ورفض كل خضوع وخنوع للعدو وأعوانه . ولد السيد قطب في قرية موشا بمحافظة الصعيد في عائلة محافظة وما إن أتم العاشرة من عمره حتى حفظ القران ، وفي فترة تلتها راح يدرس بإحدى مدارس المعلمين فلم ينتهي من الدراسة حتى تم تعيينه مدرسا في مدرسة إبتدائية ، ومما يُذكر ان السيد قطب لم يكن طالباً كباقي الطلاب فكان ينشر نتاجه وهو لا يزال في الثانية عشر من عمره وفي دراستة في دار العلوم ألقى محاضرة بعنوان : مهمة الشاعر في الحياة . فطبعت وقدّم لها الأستاذ الدكتور مهدي علام وهو الذي تنبأ بأن سيد قطب سيكون من أعظم كتّاب هذا العصر .
إنضم إلى حزب الوفد وهناك أنشى علاقة حميمة بالأديب والمفكر عباس محمود العقاد فكانت بينهما علاقة مبنية على درجة عالية من الإعجاب . ومن العمل السياسي الى وزارة المعارف حيث عمل كمساعد مراقب في وزارة المعارف ولميوله الإسلامية فكان الإختلاف مع رجالات الوزارة فقدم إستقالته . كما قدم إستقالته من حزب الوفد وحزب السعديين – سعد زغلول – لما راه من فساد في هذه الأحزاب .
ولمّا وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها كانت الأوضاع السياسية والإجتماعية والأقتصادية قد تضعضت فسطع نجم حركة الإخوان المسلمين لوضوح فكرتها وقوة مرشديها وعلى رأسهم – الشهيد حسن البنا – وبذلك توطدت صلة السيد قطب بالإخوان وأخذت شكلا ملموسا وإزداد في عام 1948 مع بداية الحرب في فلسطين .
في تلك المرحلة كان طه حسين – أستاذه – قد إستلم زمام الامور في وزارة المعارف فأرسل بالسيد قطب للإطلاع على مناهج التدريس الأمريكية . كان هذا بالنسبة للوزارة اما بالنسبة للسيد قطب فكانت الرحلة إلى امريكيا نقطة تحول في حياته السياسية بعد ان تعرض لبعض الحوادث :
فبينما هو في إحدى المستشفيات لاحظ البهجة والسرور تطغى على المدينة فسأل إذا ما كان هناك عيد فقالوا له : اليوم قتل عدو النصرانية في الشرق ، اليوم قتل حسن البنا . فإستيقن بأن حسن البنا على حق ما دام الغرب يفرح لموته بهذا الشكل . واما الحادثة الاخرى فقد كانت في بيت مدير المخابرات حيث كان لمسألة الإخوان المسلمين الجزأ الأكبر من الحديث وكانت ذروته حين صرح مدير المخابرات بأن الأخوان المسلمين وحركتهم سيحولون بين الحضارتين الشرقية والغربية وستقف عقلياتهم المتخلفة دون تطور الأرض والشعب . فإستيقن مرة اخرى بأن جماعة الإخوان على الحق .
بعد هذه الرحلة تأكدت صلة السيد قطب بالأخوان المسلمين وخاض معهم في محنتهم وفي سنة 1954 تم إعتقاله هو وعدد كبير من الأخوان المسلمين فحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عام قضى عشر سنين منها يكتب ويؤلف ويصلي ويتعبد ومن أهم المؤلفات التي عمل عليها في السجن هي اشهر مؤلفاته ، في ظلال القران. تم الإفراج عنه في عام 1964 بعد تدخل الرئيس العراقي عبد السلام عارف لدى الرئيس عبد الناصر.
كما ان البعض يرى بكتاب في ظلال القران كنزاً إسلاميا يُفتخر به إلا ان هناك فئات ممن يدّعون طلب العلم لا يأخذون بعلمه ولا ينظرون في كتبه بل جعله يقولون عنه كتاب الظلال بأنه كتاب الضلال مع انه كما يقول الدكتور العلامة القرضاوي : "وقفات عقل متدبر، وقلب حي، ووجدان مرهف أمام القرآن، يلتمس عظاته، ويجلي إعجازه، ويبين حقائقه، وينبه على مقاصده ". ومن هنا نرى ان السيد كتب عاش مظلوما من جهة بعض المسلمين ومن جهة الطبقة الحاكمة وعلى رأسها جمال عبد الناصر .
في عام 1965 تم القبض عليه مرة أخرى بتهمة التآمر على النظام، والعمل في محاولة لاغتيال عبد الناصر وفي الثاني والعشرين من شهر آب ( أغسطس ) أصدر حكم الإعدام بحقه وتم العمل على تنفيذه بأقصى سرعة ممكنة . مع العلم بأن قيل لعبد الناصر كما جاء على لسان الشيخ عبد الحميد كشك : ان القانون لا يسمح بإعدام من في الستين إذا كانت تهمته سياسية فأجاب عبدالناصر : إلا هو .
وبعد تدخل حكام السعودية والباسكتان والمسلمون امر عبد الناصر بتنفيذ الحكم قبل حضور أي وفد من الوفود. وتم إعدامه في تاريخ 29 اب من عام 1966 .
من مقولاته :
إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!.
إننا لا نفرض على الناس عقيدتنا، إذ لا إكراه في الدين، وإنما نفرض عليهم نظامنا وشريعتنا، ليعيشوا في ظله، وينعموا بعدله.
إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.
"الأمة المسلمة" التي أعنيها؛ فالأمة المسلمة هي التي يحكم كل جانب من جوانب حياتها (الفردية والعامة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية) شريعةُ الله ومنهجه. وهي بهذا الوصف غير قائمة الآن في مصر، ولا في أي مكان في الأرض، وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين؛ لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه، وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله
"عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا نعي وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! …أما عندما نعيش لغيرنا أي عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض..!"
إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث إنقلاب
قال الأستاذ سيد قطب لشقيقته حميدة: (إن رأيت الوالد المرشد -وهذا قبل إعدامه بيوم- فبلغيه عني السلام وقولي له: لقد تحمل سيد أقصى ما يتحمله البشر حتى لا تمس بأدنى سوء.
أخيرا ً ! رحمك الله يا سيد قطب ،، لك عليّ حقوق كثيرة ، نبدأها بالدعاء لكم بأن يغفر الله لكم .. إنتهاء بقراءة مؤلفاتكم ونتاجكم الفِكري .
هناك ١٢ تعليقًا:
أخي الحبيب عمر
كل عام و أنت بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
أعاده الله علينا و عليكم بالخير و البركة
أسطورة لن تتجدد ..!
نسأل الله أن يحشره مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..
رحمه الله رحمة واسعة
الله يرحمه .. بكل حرف علمه لغيره
الله يرحمه
الله يرحمه :)
الله يرحمه يارب
الله يرحمه يارب
الله يرحمه ويرحمناا
موفقين .. وعايزيين نشوف الجديد !؟
مشكوووور .. وتسلم ايديك على الموضوع الممتاز
new2you ,
http://newt0you.blogspot.com/,
توك شو , برامج ترفيهية , مطبخ
البونشو الصيفي الطويل هو قطعة من الملابس الخفيفة والمريحة التي يمكن ارتداؤها خلال فصل الصيف لتوفير الراحة والأناقة. إليك بعض الخصائص التي قد تجدها في بونشو الصيف الطويل:
يتميز البونشو الصيفي بأنه مصنوع من أقمشة خفيفة مثل القطن أو الشيفون.
تسمح هذه الأقمشة بتداول الهواء وتوفير تهوية جيدة في أيام الصيف الحارة.
بونشو صيفي طويل يمتاز بتصميم يغطي جزءًا كبيرًا من الجسم، مما يوفر حماية إضافية من أشعة الشمس.
القطعة الطويلة تمنح إطلالة جذابة وتوفر تغطية مريحة.
ألوان وزخارف صيفية:
يأتي البونشو الصيفي بألوان زاهية وزخارف صيفية منعشة.
الطبعات الزهرية أو الهندسية أو ألوان الطبيعة تكون شائعة في تصاميم البونشو الصيفي.
إرسال تعليق