الخميس، ٢١ رجب ١٤٢٩ هـ

ذُكورية المجتمع لصالح المراة ام ضدها ؟؟


ذُكورية المجتمع لصالح المراة ام ضدها ؟؟



خلّف المسلمون ورائهم فِكراً وحضارةً لا تقدر بثمنٍ , حضارةً لم تدع للذَكَرِ فضلاً على الانثى في سُلّم الإنسانية كما ولم تُفرِّق – شريعتنا – بين معصية الرجل والمراة , حتى جاءت اقوامٌ تدّعي الإلتزام وحب الدين فجعلوا المرأة لا تتعلم ولا تخرج الا لبيت زوجها والقرب وجعلوا يقولون بعورةِ صوتها , فقال معروف الرصافي :

فماذا اليومَ ضَرَّ لـو التفتنـا .... إلى أسلافنـا بعـضَ الْتِفـات
فهم ساروا بنهج هدىً وسِرنا .... بمنهـاج التفـرُّق والشَتـات
نرى جهل الفتاة لهـا َعفافـاً .... كأن الجهـل ِحصـنٌ للفتـاة
ونحتقـر الحلائـل لا لجُـرمٍ .... فنُؤذيـهـنّ أنـــواع الأذاة


إننا نعيش جاهلية حقيقية فبتنا نمييز بين معصية الذكر ومعصية الأنثى وكأن حد زنا المراة القتل وجعلوا يقولون شرف العائلة واما الرجل فنسأل له الهداية والصلاح , ولربما نجد في هذا الخصوص ان السباعي رحمه الله : المجتمع الجاهل يغفر للرجل انحرافه ويقتل المراة على إنحرافها مع ان الشريعة اوجبت على كل منها الاستقامة وانكرت من كل منهما الانحراف واوجبت لكل منها الستر حين الزلل وحتَّمت عقوبة كل منها حين تثبت الجريمة , فمن اي جاء الفرق بين الرجل والمراة في العقوبة والغفران ؟؟ ..من كتاب متعة الحديث لعبدالله الداوود

لو تجولنا بين تلك الأقوام لوجدنا بين ركام سيئاتهم , حسنةً تحصّلت بفضل ذكوريتهم , وبهذا نعزي أنفسنا إذ رغم خسارتنا لعدد لا يُستهان به من الرجال إلا إننا نجد عدداً يُفتخر به من الفتيات اللاتي تبتهج النفوس لرؤيتهن وما وصلن اليه .
في هذا المضمار لا بد وان نتذكر الهجمات الشرسة التي تعرض لها الإسلام والمسلمين من قبل العلمانية والشيوعية وتتزامن هذه الهجمات مع إبتعادنا عن ديننا الذي فيه روح شموخنا وعزتنا بين امم العالم , وكأننا نريد العودة الى الجاهلية الاولى حيث كُنا عرباً لا نحسن من امور الدنيا إلا مدح النساء ورعي الأغنام .

عِلما بأن الإسلام كادت شمس بلاده لا تغيب , وبُنيت فيها المساجد , والمدارس , واصبح رعاة الأغنام صُنّاع حضارة , تتدارسها الشعوب , .. حتى ان عُمر بن الخطاب ليقول : نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله .

وبعودة الى إبتعادنا عن ديننا , جعل الذُل يشق سبله في مجتمعنا العربي ولم يعجبنا من الإسلام سوى بضعة عادات بدوية الحقها البعض بالدين وكان لقضية المراة نصيب من الإحتقار والهوان .

في غضون ذلك , نجد الذكر بدأ يشق طريقه نحو الضياع والأهل لا يزالون يتواطئون معه لأنه ذكراً , ولنجد ان الادهى والأمر في ذلك ان بضعهم جعل يعتبر من اخطاء الذكر علامة وبشرى للرجولة التي إنتظروها منذ اليوم الاول لولادته . أما الفتاة فلإن اخطأت فكأنما حلت عليها اللعنة من الله بغض النظر عن الحكم الشرعي للقضية , وربما تجد نفسها تتعرض للقتل او الضرب المبرح الذي لا يرضاه الله ورسوله .

فقد نجد الرجل يتمتع بحرية مطلقة – الا من رحم ربي – فبات يفعل الكبائر والصغائر ولا يبالي فتجده يزني ويشرب الخمور وربما يستعمل المخدرات والأهل في سبات عميق , لا ينهضون منه الا عندما يفتضح الامر ويصل المعارف واهل البلد , فيخجل الاب من نفسه ويواجه إبنه باسلوب لا خير فيه , وسرعان ما تتلاشى اثاره ويعود الامر لما كان عليه من ذي قبل .

وربما تجد الشاب يذهب في ليلة نهاية الاسبوع الى بيوت الدعارة او الملاهي الليلية ويتردد كل اسبوع واخر وتنقضي سنين لا يجني فيها الشاب الا الضياع ولا زال الاب يتعامل مع الاب باسلوب "لطيف" او لعله غير مبالي ويعلل القضية على انها مرحلة وتزول بكل بساطة تُذكر .

واكثر ما يبعث في النفس الإثارة انه لو تناول هذه الشريحة من المجتمع بعينها , تجد الامر يختلف كلياً في التعامل مع الأنثى ويا ويلها إن تجرأت وخرجت من البيت دون إنذار سابق ولعلها نامت القيلولة ولم تساعد امها في شغل البيت , تجد البيت ينقلب رأساً على عقب وقد تتعرض الفتاة للضرب المبرح رغم انها لم تفعل فاحشة ولا كبيرة .

فلماذا وصلنا إلى هذا الوضع المشين , ونحن نقرا القران ونرى فيه ان الدين لم يميز بين الزان والزانية والسارق والسارقة ؟؟ فجعل إقامة الحد على كلاهما دون أي تمييز على أساس جنسي . ولم يقرر ابدأ بتفضيل الرجل على المرأة او العكس فرُبَّ إمراة أحسن من رجل ورُبَّ رجل أفضل فالرقي لا يكون الا بالعقل والخلق وحسن السيرة .

كان ولا بد من الإشارة إلى أن الإسلام لم يجعل للمرأة حرية مطلقة كحرية المراة الليبرالية وغيرها , ولم ينظر اليها على انها "رجس من عمل الشيطان" كنظرة العرب , اهل الجاهلية لها . فأعطاها حقوقها بإنصاف وإعتدال دون ظلم ولا تهميش ولا إسراف ! .

إثر انتشار الذكوريه وتفشيها , وجدت حسنات اخرى لتلك الفتيات التي تعيش في عائلات ذات الفِكر الذكوري . فتجد الفتيات يمارسن الكتابة والقراءة اللامنهجية اكثر من الشباب , وتجد معظمهن يكتبن بخطوط اجمل وأرتب , ومبدعات في العلوم الادبية كما وعندهن ذوق في الترتيب والتنسيق .

في ظل هذه الظروف , تجد رجالا من اؤلئك الذين يفاخرون بعلاقاتهم مع الجنس الاخر , امام اخواتهم وزوجاتهم وما ان تطالبه احادهن بأمر من الحقوق الطبيعية – قد يكون مباحا شرعاً – تجده يستنكر ويغضب وإن كان فيه كلام من الناحية الشرعية تجده اصبح رجل دين وبات مستعداً لان يتمسك بأي حديث او اثر سواء كان ضعيفاً او موضوعاً . وربما هو نفسه لا يبالي بسب الذات الالهية او السهر في النوادي الليلة .

ان هذا الوضع خطير لا شك . إنه لو إستمر لجعل المراة التي لم تتمرد بعد , تفكر في الاستعداد لخوض حربة لا هوادة فيها ضد الدين الذي اخذته عن اشخاص لا يفقهونه وضد المجتمع الذي يعطي الرجل حقوقه على اكمل وجه ولا يدعها تأخذ ابسط الحقوق احياناً ولا أحسبها تدري اذا رددنا أبيات معروف الرصافي :

ألم نرَ في الحسان الغيد قبـلاً ... أوانـس كاتبـات شاعـرات
وقد كانت نساء القـومِ قدمـاً ... يَرُحن إلى الحروب مع الغُزاة
يكنّ لهم على الأعداء عَوْنـاً .... ويَضمِدن الجروح الداميـات


أننا نتحدث عن النساء في عصر النبوة والخلافاء الراشدين . !!!

لا حل امامنا سوى أعادة النظر في هذه الشريعة السمحة والدين الحنيف الذي منحنا إياه رب العالمين وفضلنا به على غيرنا من الامم , فنعطي للرجل حقوقه وكذلك المرأة فلا نحرم ما أحل الله ولا نحرم ما احل الله كما ونشدد على ألا نتعصب في حديث لم يصح او لم يصل في حده التواتر . بهذه الأسس السامية نستطيع ان نعيد بناء حضارة تخدم الامة والإنسانية معاً .

( للإستزاد في هذا المضمار يمكن الإطلاح على قصيدة : هي الأخلاق تنبت كالنبات. للشاعر معروف الرضافي من موقع : بوابة الشعراء على هذا الرابط.)

هناك تعليقان (٢):

muslimah يقول...

أخ عمر ..

اقول, والله على ما اقول شهيد, هذا المقال من ما يضمنه شكلا ومضمونا من اكثر المقالات التي بهرتني .. سواء كانت على مستوى المدونات ام على مستوى المقالات المختلفة حول المواضيع المختلفة التي قرأتها حتى يومي هذا !

يعجز اللسان عن عن وصف الاعجاب بهذا المقال :)

بارك الله فيك وزادك من نعمه :)

new2you يقول...

مشكوووور .. وتسلم ايديك على الموضوع الممتاز
new2you ,
http://newt0you.blogspot.com/,
توك شو , برامج ترفيهية , مطبخ

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !