الأربعاء، ٦ رجب ١٤٢٩ هـ

إبن مسكوية والدروس الخصوصية !

إبن مسكوية والدروس الخصوصية !
بِقلم : أحمد العربي .



الصورة للإيحاء فقط .


بِدايةً من هو إبن مسكوية ؟
هو ابو علي بن يعقوب , يُلقب بابن مسكويه , وهو من ابناء القرن العاشر ميلادي , كان ينتمي لعائلة ذات جاه وعراقه فكان والده يعيش في ترف وسعة , وشاءت الاقدار بأن يفارق هذا الوالد إبنه . ومعلوم أنه عاش في حكم بني بويه حيث الرخاء والتقدم وإنتشار الفساد وانحراف الفوضى .
لقد كان صاحبنا من المقربين من الخليفة : عضد الدولة في فترة متأخرة من حياته وذلك بعد ان خاض في العلوم وحصل من حصّل منها . فكان يشرف على مكتباتها التي نهل منها فكرا وعلما وثقافة جعلت منه مفكراً إسلاميا وعالما جليلا بشهادة الغربيين قبل الشرقيين .




لم تنحصر مداركه في علم من العلوم بل اجتمع عنده علمالادب والتاريخ والفلسفة والكيمياءوهذا مما يصعب تحقيقه اليوم , فاشتهر بالفلسفة الاخلاقية وكان ممن ابدعوا فيها , حتى كتب فيها المؤلفات والتي اشتهر منها : تهذيب الاخلاق والفوز الاصغر ومجموعة الحِكم . كما وكان مولعا بالتاريخ لما يتضمنه من تجارب إنسانية ودروس تتدارسها وتستفيد بها الامم جيل بعد جيل حتى كتب في ذلك كتابا عنونه بـ تجارب الأمم . اما الكيمياء فمن لطائف ما ذُكر في كتب السير والتراجم انه سبب قربة هذا العالم من الخلفية , ان الخلفية كان شديد الإنبهار بالكشوف العلمية , والإبداعات الذكية , وكان هذا من حظ صاحبنا حتى كان الخليفة لا يتناول طعامه الا اذا كان ابن مسكويه واقفاِ الى جانبه , ليسأله عن مكونات الاطعمة , ومميزتها ومؤلفاتها , ومنافعها ومضارها .





والأن وقد طالعنا بعض ما جاء في سيرة هذا العالم النبيل , لا بد ولا عيب في ان نبوح بحقيقة لا بأس بها ! بل ينبغي ذكرها ونشرها بين العِباد حتى تكون لها موعظة ودرسا يقتدون به .

إن كتب التاريخ بكثرتها لم تذكر ابداً ان هذا العالم تلقى العلم على يد استاذا بعينه كما ولم يقتنع بالذهاب الى المدرسة لتلقي دروسه وانما اثر ان يعلم نفسه بنفسه . وكان هذا بسبب موت والده , ولكن فضوليته وحبه لكشف الحقيقة تدفعه دائما للإجتهاد وهذه من شيم العلماء والنبلاء وكما يقول اينشتاين صاحب النظرية النسبية , انا لست موهبا , انا فضولياً. وقد ساعده على هذا , العصر الذي وُجِدَ فيه واهتمام الخلفاء بالعلم وان كان الوضع الاخلاقي سيئا ً . فعمل امينا في المكتبات التي كان بمثابة السوق الرائجة في ذلك العصر , حتى كان الكتاب بالنسبة لهذا العالم , ينبوع الثقافة , والمعلم , والجامعة , التي تربى فيها .


أخيراً : ما قولكم يا طلابنا الأعزاء وقد انتشرت الدروس الخصوصية, وباتت أسعارها باهظة, والكتب متوفرة بأسعارٍ لا بئس بها , ونحن بالكاد ننظر اليها وننطلق في بحورها ؟ !! فذلك العالم النِحرير والفيلسوف النقريس لم يتخرج لا من جامعةٍ خصوصية , ولا من معهد بعينه , ولكنه ادرك المعاني الحقيقة لطلب العلم والصفات التي ينبغي ان تنوجد في طالب العلم , فكان مٌحبا تواقا لمعرفة الحقيقة , مبادرا , مُلِماً في مجالات كثيرة , لا يتأثر بفساد من حوله وجعل همه في استخلاص المواعظ والدروس من تجارب أهل عصره والإنسانية من قبله !!!

للأمانة : مُعظم الحقائق والأخبار مأخوذة عن كتاب :
عباقرة الحضارة العلمية في الإسلام لأحمد محمد الشنواني

أحمد العربي
http://ahmad-al3arabi.blogspot.com/

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

جميل ما تجلبه لنا من من مواضيع تحث على القراءة وطلب العلم ..

أدهشني ابن مسكويه.. وشوقتني لأن اقرأ سيرته الذاتية لأرى بعينانيَ مدى براعة هذا العالم..!

بارك اله فيك اخ احمد العربي :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم ،

بوركت على الطرح القيم

من اين احضرت الكتاب " عباقرة...." اقصد هل اشتريته ام انه موجود على النت؟

عمر عاصي يقول...

الأخت هبة رمزي . حياك الله , المدونة تشرق باستضافة تعليقات امثالكم معشر المدونين :)

وإبن مسكوية بالفعل مدهش كونه لم يتلقى العلم على يد مدرس بعينه وكونه جميع بين الادب والعلوم ..

اما الذي سأل عن الكتاب ,

فقد إشتريته من السعودية من مكتبة دار الزمان , في المدينة المنورة .

لا اعرف اذا كان متوفرا في بلادنا .

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !