الخميس، ٨ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ

المؤسسات الطلابية الإسلامية في "إسرائيل"

المؤسسات الطلابية الإسلامية في "إسرائيل"
نظرة عامة للمؤسسات الاكاديمية في فلسطين المحتلة





قبل فترة وجيزة كنت قد شاركت في مخيم ترعاه احدى المؤسسات التى تعنى بشؤون الاكاديمين العرب في الجامعات الإسرائيلية حيث شارك في المخيم الذي اقيم في منطقة الجليل الاعلى طلاب من جامعة حيفا وجامعة بن غوريون في النقب كما وطلاب اخرون من شتى المؤسسات الاكاديمية

في ظل إطار اسلامي عاش الشباب من بقاع مختلفة يتبادلون الاحاديث ويتشاطرون الافكار كما ويمضون اوقات ممتعة معا , فكان المخيم عبارة عن رحلة في يومها الاول مسار في وادي العمود , وبعدها يعودون الى منقطة "كفار بلوم" فيبيتون هناك ليلة يمارسون فيها نشاطات فكرية ورياضية وفي اليوم التالي بعد صلاة الصبح والإفطار يتوجهون لمسار في نهر الحاصباني ومن ثم تم الاستعداد للرحيل بعد ان اجتمع الطلاب على مائدة العشاء في مدينة طمرة ومن ثم كانت جلسة لخص فيها كل طالب انطباعه عن المخيم والعمل الطلابي الإسلامي .

لقد طرحت هذه المقدّمة لأثير فكرة ما حول حقيقة الوضع الطّلابي في الجامعات العبريّة، حيث تتجلّى فيها مظاهر التّواصل الفكري والإنساني فيها بتغاض عن أيّ اختلاف سطحيَ كان مؤكّدة بذلك أنّ النّظام الأخلاقي الذي تنضوي تحته الحركات أخيرا هو الـواصل الفكريّ الذي يبلغ مراقي الحوار الحق باختلاف الرأي- وتعدّده شريطة ألا يخلف ذلك للودّ قضيّة.



ويؤسفني كثيرا انه بينما يعيش عرب 48 حرية دينية بمثل هذا الشكل تجد ان بعض الاخوة في الدول العربية يرون بأن عرب 48 منصهرين في داخل المجتمع الإسرائيلي او انهم لا يمارسون شعائرهم الدينية او حتى لا يتكلمون بلغتهم , مع انني ارى ان الحرية الدينية عندنا احسن منها في باقي الدول العربية .

ومن خلال الحديث عن الحرية الدينية يمكننا ان نقول ان للحركة الإسلامية شعبية لا بأس بها عند الـ 87% من المسلمين في "إسرائيل" وبهذا كان للعمل الإسلامي وزن ثقيل في الجامعات , فمن الأمور التي تجعل للحركة الإسلامية شعبية تُذكر هي كونها تقوم على الفِكر الإخواني – الإخوان المسلمين والإمام حسن البنا – فالدّين لا ينحصر بالصلاة والقيام , إنما إيمان وعلم وعمل , من هنا يأتي دور الشباب المسلم في المطالبة بحقوقه داخل هذه الدولة وممارسة دينه بحرية .
إن وجود هذه الحركات مثالٌ طيّبا للطالب الملتزم في الجامعة وهذا يتجلى في نواحٍ كثيرةٍ نذكر منها :

· إنشاء مصليات للشباب والفتيات في كثير من الجامعات والكليات وكسر حاجز الخوف في البحث عن مكان للصلاة والوضوء.
· التوعية الفكرية الدينية ( بشموليته ) للطلاب من حيث وجود المواعظ الأسبوعية وإحياء مواسم دينية والمشاركة في مؤتمرات توعوية كالدفاع عن الرسول أو ما شابه ..
· توعية الفكر السياسي للطلاب المسلمين كمواطنين في دولة إسرائيل مثل إحياء الذاكرة الفلسطينية بيوم النكبة او يوم الأرض او ايام اخرى لها علاقة بالقضية الفلسطينية.
· المشاركة في فعاليات ترفيهية تربوية ثقافية تحت إطار إسلامي يجمع الطلاب من شتى المناطق مما يتيح لهم التعارف فيما بينهم وإنشاء علاقات اخوية - تجعلهم يتبادلون الافكار والثقافات كالبدوي مع الفلاح - مثلا في ظل راية : ايمان علم عمل .
· التعزيز من مكانة الطالبة الجامعية المحجبة كما والطالبة المسلمة حتى انها تتحرك بجلباها وحجابها انى شائت مما يشجع الفتيات على ارتداء الحجاب.

في ظل ظروف طيبة وممتازة كهذه , بعد هذه الجهود التي تقوم بها هذه المؤسسات لا يزال هناك صعوبات وعقبات اما من خلال الضعف الذي تشهده الامة الإسلامية , واما من خلال نظرة المجتمع اليهودي للطلاب الذين يهتفون بإسم الاسلام بشموخ واعتزاز. مثلا، لا تزال هناك تخوفات عند بعض الطلاب من الهاجس الأمني والقلق على الوظيفة والمستقبل وضغوطات بعض الأهل تؤثر بصورة واضحة على انخراط الشباب في العمل الإسلامي
.
يجدر بنا أن ننوّه إلى أنّ اختلاف الفكر العقائديّ بين الأحزاب العربيّة الموجودة في الجامعة، وظهور الحركة الطّلابيّة الإسلاميّة أقواها يؤكّد ما جيء مسبقا، ففي حيفا، إقرأ- الكتلة الطّلابيّة الإسلاميّة التّابعة للحركة الإسلاميّة- قد حازت على رئاسة لجنة الطّلاب العرب المندوبة عن الطّلاب العرب من كافّة التّوجهات الفكريّة، كما وقد حصلت الرّسالة الطّلابيّة على أكبر عدد من المقاعد مؤخّرا في الجامعة العبريّة في حيفا ممّا يؤكّد دورها الفاعل الفعّال الذي تخطّى كلّ تحدّ فكريّا كان أم عقيديّا لبلوغ المرمى الأساسيّ الذي تسعى له أيّ مؤسّسة طلابيّة إسلاميّة وهو الدّعوة إلى الله أوّلا، وتنمية الوعي التّعليمي والثّقافي ثانيا، وتوطيد الوعي الإنتمائي ثالثا.

أخيرا : أرجو أن يدوم العمل الطّلابيّ الإسلاميّ في الجامعات الإسرائيليّة وأن يكون في كلّ خطوة في ارتقاء يزداد. كما واتقدم بالشكر الجزيل للأخت "اهداف" -وهي طالبة فاعلة مِن الدرجة الاولى في العمل الطلابي الإسلامي في جامعة حيفا - لمساعدتها اياي في تأليف هذا الموضوع .

مُدونة : أحمد العربي http://ahmad-al3arabi.blogspot.com/


مُدونة : أثير الأهداف http://ahdafona.maktoobblog.com/

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ،،
كيف حالك اخي احمد؟ والاخت اهداف كذلك؟

مقال ثقافي قيم فبوركت الأيادي والعقول.

تسليط الضوء على مثل هذه القضايا عندنا عند عرب الداخل سيعطي بالنهاية أصداء قوية إن كان في عالم النت،او عالم الإعلام ككل.

نسأل لكم الاستمرار.
(واعذرني اخي على غيابي ولكن لي عودة قريبة).

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !