الخميس، ١٥ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ

الخريجون العرب .. وانعدام الأمل !

الخريجون العرب .. وانعدام الأمل !

من رحلتي الأخيرة للاردن





عمر عاصي ـ الجزيرة توك

في رحلتي الأخيرة للملكة الأردنية صادفت العديد من الأكاديميين والخريجين ممن فتحت معهم
محادثات جعلتني أصاب بدهشة لما أسمعه , فلقد كانوا يتحدثون عن نقطة لطالما تخوفت منها وهي
تلك النقطة التي تأخذ حيزا لا بأس به من تفكير الشباب والفتيات عند اختيارهم لتخصصهم
الدراسة , تلك الفكرة هي فرصة عمل "مُحترمة" في التخصص الذي درسه الشخص وكرّس له
فترة مهمة جدا من حياته.

كانت تلك النقطة هي المسيطرة في الافكار التي تدور بخاطري لاهميتها المفرطة اذا ما ربطناها
بقضية الهجرة الغير طبيعية من قبل المثقفين العرب للدول الغربية عندما لا يجدون فرصة للابداع
في تخصصاتهم او حتى فرصة للتعبير عن افكار تدور في خاطرهم من اجل مستقبل واعد في بلادهم
وكثيرا ما تتم مجازاتهم بزجهم في السجون . حقيقة لست ارى بقرارهم في هجرة بلادهم عيباً بعد
الذي سمعته من طلبة اكاديميون او خريجين صادفتهم في الشارع الاردني .

كانت المرة الاولى حينما صادفت شابا يبيع "الخردة" في الشارع وبعد قيل وقال لمست من كلامه
بوادر الفِطنة فسالته اذا ما كان يدرس في الجامعة فقال لي لماذا أدرس ؟ انظر لحال الدارسين
اولاً !! فحالي هذا احسن من حالهم ربما .

كانت تلك فاتحة لا بأس بها لمسلسل من المحادثات التي كنت طرفاً فيها في رحلتي التي دامت
اسبوعا غنياً بالمعرفات والخبرات الجديدة .

في احد الليالي بعد العشاء ذهبت لتناول "الكنافة" في احد محلات شارع الجامعة في مدينة إربد ,
وبعد دخولنا المحل والترحيب سألنا الشاب الذي يبيعنا اذما كنا من عرب 48 , واذا بنا نخوض في
حديث كان اهم ما فيه ان هذا الشاب درس البكالوريس في الرياضيات والان يعمل في هذا المحل بـ
150 ديناراً , فليست هناك فرصه عمل تستحق البذل فيها , وحاليا يكمل دراسته للماجستير في
الرياضيات فلربما يحظى بفرصة عمل جيدة مع هذا اللقب.

كان اخر المحادثات واشدها وقعاً تلك التي كانت في مدينة العقبة , عندما كنت جالسا لتناول
العشاء , فقدم لنا الطعام شابا مصريا ً اثارتني لهجته , حقيقة انني وقبل الخروج سالته ما الذي
يجعله يعمل في الاردن وهو مصري ولماذا لا يعمل في شرم الشيخ . في اجابته عن شرم الشيخ
علل بان الدخول لشرم الشيخ صعب جدا للمصريين وهذا امر يستدعي الضحك لان دخولها
للإسرائيلين سهل جدا .. واما عن العمل فاخبرني انه حاصل على شهادة في المحاماة , كما وانه
عضو في نقابة المحاميين المصريين , ولكنه لم يجد عملا يجعله يعيش حياة كريمة .




بينما هو يتكلم بدأ يلحظ ملامح الدهشة ترتسم على وجهي , وإذا به يقول لي : لماذا تستغرب ,
فيمكنني ان اعرفك على شخص على شهادة " دكتور صيدلي " وان اجره لا يكفيه وهو يعمل في
معطم لكي يضمن عيشاً كريما .

حقيقةً إن هذه المسألة كثيراً ما كنت أفكر فيها , فنحن العرب الذين نعيش في ظل الحكم
الإسرائيلي , نواجهه عقبات في ايجاد فرص عمل ولكننا والحمدلله لا نصل الى وضع كهذا في اغلب
الحالات , او انني جاهل بامور بلدي , لكن الذي انا متأكد منه هو انني كلمات امسكت الجريدة
الاسبوعية لاتفحص حال سوق العمل ومتطلباته اجد في ثلاثة ارباع الإعلانات , بعد الخدمة في
الجيش , بعد الخدمة ! هذه الجملة كفيلة بخدش الاحلام الوردية التي عادت ما يكتنفها الطالب
الجامعي في دهاليز مخططاته .




أخيراً , هذا غيض من فيض وإن هذا الوضع لا يجب ان يترك كما هو عليه وإن استمر فانه يؤدي
الى نتائج غير محمودة العواقب . فيجب على الحكومات ان تهتم برعاياه لا بمقربيها ,, فبإذن الله
يحصل التغيير .

هناك تعليق واحد:

مفتاح القضية يقول...

اصبحـت ترى الدكتـور يعمـل في مطعمـ والمحامي بائع في دكـان ملابس !
فلتسقط مثل هذه الحكومـات الظالمـة والمستبدة والتي تريد فقط مصلحة نفسهـا امقال الاردن ومصر ..
لا حول ولا قوة الا بالله
بوركت اخي ،،

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !