السبت، ٢١ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

الشيخ محمد الغزالي..


الشيخ محمد الغزالي..

تجسيد حقيقي للمُثقف!


في احد الأيام قمت بإدراج كلام للشيخ الغزالي بخصوص "عادات بدوية باتت تعد سنن نبوية " كان قد تطرق إليه في كتابه " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ففوجئت بدخول احد الذين لهم باع في العلوم الشرعية ووصف الكلام بأنه هرطقة !! ثار في نفسي غضب لم اشعر به من قبل وأحسست أن هذا المتحذلق تطاول في كلامه بشدة !!! ومنذ ذلك اليوم قررت أن اقترب من شخص هذا الشيخ المتوفى – رحمه الله - وقررت أن اُعرِّفَ نَفسي به وبكتاباته كما وان اعرِّفَ الاخرين عنه , فلقد كان علما من اعلام القرن العشرين وترك للامة تراثا دينيا لا يستهان به ! .



كثيرون من المثقين !! يظنون عندما نقول الغزالي اننا نتحدث عن ابو حامد الغزالي وهذا خطأ فادح , فالشيخ محمد الغزالي هو من ابناء القرن الماضي اما ابو حامد فهو من ابناء القرون الوسطى ولكن هناك علاقة وثيقة بين الاسمين حيث ان ابو الشيخ " محمد الغزالي " كان يحب شيخ الاسلام ابو حامد فاطلق على ابنه بهذا الاسم حبا ووفاء لشيخ الإسلام .


ولد الشيخ محمد الغزالي سنة 1917 م ونشأ في بيئة متدينة وكان ابوه الموجه الاول له في حفظ القران والدراسة في الأزهر وبهذا نشأ محمد الغزالي في هذه البيئة الملتزمة ولكنه يقول ان كان عادية ولكن كان يميزه عن غيره حب المطالعة فكان يقرأ كل شيء وفي كل شيء .



لم يصل شيخنا الكريم الى ما وصل اليه بفعل معجزة سماوية , ولكنه وصل بفضل الله والمثابرة فلقد كان الشيخ يلتمس حسنات شيوخه ويتعلم منه ومن اساليبهم فيأخذ من كل بستان وردة ويحملها لينثر عطرها حيثما ذهب وحل .


فيقول الشيخ : المدرسة التي أعتبر نفسي رائداً فيها أو ممهداً لها تقوم على الاستفادة التامة من جميع الاتجاهات الفكرية والمذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي، كما ترى الاستفادة من كشوف الفلسفة الإنسانية في علوم النفس والاجتماع والسياسية والاقتصاد والتاريخ ومزج هذا كله بالفقه الصحيح للكتاب والسنة.


وبهذا نرى توجهه الشريف والحكيم في تناول الشريعة الإسلامية مع الاستفادة من العلوم الإنسانية . فلقد كان الامام الغزالي عالما بمعنى الكلمة وداعية من الطراز الاول كما وكان مفكرا في الدرجة الاولى ! طبعا ولا ننسى انه كان أديبا من أدباء الأمة، حيث كتب الشعر في شبابه وكان حريصا على أن لا يخطئ من الناحية اللغوية، ولو أخطأ مرة اعترف واعتذر.


ان الكلام عن هذه الشخصية يطول ويطول حتى ان القرضاوي وهو احد تلاميذ ومعجبي ومحبي الشيخ محمد الغزالي كتب فيه كتاب وفاء فوجدته يقول :



"وقد كتبت عن الشيخ الغزالي كتاب “الشيخ الغزالى كما عرفته.. رحلة نصف قرن” الذي أردت أن يكون صفحة وفاء للشيخ في حياته؛ فكثير من الناس لا يعترفون بأقدار الكبار إلا بعد وفاتهم، كما وجدت أن الماركسيين وغيرهم يضعون هالات على رجالهم وأدبائهم وشعرائهم ومفكريهم، بينما الإسلاميون لا يتحدث بعضهم عن بعض. "



فإذن ان معرفة ملامح شخصية هذا المفكر الحاذق لا تتأتى من خلال قراءة سيرة حياته فقط بل من خلال افكاره التي لا تبالي كثيرا بالقشور وانما تعنى بالمسائل الجوهرية في تحسين وضع الامة العربية كالمسائل الفكرية والاقتصادية وما الى ذلك من مواضيع مهمة !



انتقل الأستاذ الشيخ إلى رحمة الله تعالى مساء الأحد 19 شوال 1416 هـ الموافق (9/3/1996م) في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ثم دفن في البقيع في المدينة المنورة عاصمة القلوب المؤمنة رحمه الله وأجزل مثوبته وطيب ثراه وبلل بالرحمة ذكراه.

بقلم : احمد العربي

ليست هناك تعليقات:

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !