السبت، ١٩ ربيع الأول ١٤٢٨ هـ

سعة رحمة الله تعالى


سعة رحمة الله تعالى


هذه الاحاديث التي نستطيع ان ندرجها في باب الترغيب في الدين .. هي احاديث تمنح كل قارئ مؤمن بالله قسطا من التفاؤل والامل برحمة الله على عبادة الذين يخافونه فنرى ان هناك حديثين يبرزان لنا الاية التي جاء في نصها : ولمن خاف مقام ربه جنتان . وهنا الابراز المعنى الذي قد يكون خفيا على بعضنا من حيث ان كفا بالمرء ان يخاف مقام ربه ويشعر بالرهبة تجاه خالقه يمنحه هذا من الله الاجر الموعود والمستحق بإذن الله !

وفي هذا الحديث مثالا كيف استغرب ابي الدرداء ان من خاف مقام ربه حتى لو كان زانيا او سارقا ! ...
" .. وقال أبو الدرداء:
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
فقلت: وإن سرق وإن زنى يا رسول الله؟
فقال: " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
فقلت: وإن سرق وإن زنى يا رسول الله؟
فقال: " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
فقلت: وإن سرق وإن زنى يا رسول الله؟
قال: وإن رغم أنف أبي الدرداء.."


واترككم مع هذا الباب من الاحاديث التي لا بد ان يتفاؤل المرء مع كل حرف يقرأه في هذا المضمار


.. باب سعة رحمة الله تعالى ..
من : إحياء علوم الدين لأبو حامد الغزالي




فقد قال الله تعالى ﴿ إن لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
وقال تعالى:﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم .
وقال تعالى: ﴿ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً .
ونحن نستغفر الله تعالى من كل ما زلت به القدم أو طغى به القلم في كتابنا هذا وفي سائر كتبنا، ونستغفره من أقوالنا التي لا توافقها أعمالنا، ونستغفره مما ادعيناه وأظهرناه من العلم والبصيرة بدين الله تعالى مع التقصير فيه ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه الكريم ثم خالطه غيره، ونستغفره من كل وعد وعدناه به من أنفسنا ثم قصرنا في الوفاء به، ونستغفره من كل نعمة أنعم بها علينا فاستعملناها في معصيته، ونستغفره من كل تصريح وتعريض بنقصان ناقص وتقصير مقصر كنا متصفين به، ونستغفره من كل خطرة دعتنا إلى تصنع وتكلف تزينا للناس في كتاب سطرناه أو كلام نظمناه أو علم أفدناه أو استفدناه ونرجو بعد الاستغفار من جميع ذلك كله لنا ولمن طالع كتابنا هذا أو كتبه أو سمعه أن نكرم بالمغفرة والرحمة والتجاوز عن جميع السيئات ظاهراً وباطناً فإن الكرم عميم والرحمة واسعة والجود على أصناف الخلائق فائض. ونحن خلق من خلق الله عز وجل لا وسيلة لنا إليه إلا فضله وكرمه.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والأنس والطير والبهائم والهوام فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وأخر تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة".

ويروى أنه كان يوم القيامة أخرج الله تعالى كتاباً من تحت العرش فيه: إن رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين فيخرج من النار مثلا أهل الجنة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتجلى الله عز وجل لنا يوم القيامة ضاحكاً فيقول: أبشروا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا وقد جعلت مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يشفع الله تعالى آدم يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف".

وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة للمؤمنين: هل أحببتم لقائي فيقولون: نعم يا ربنا فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك فيقول: قد أوجبت لكم مغفرتي".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله عز وجل يوم القيامة: أخرجوا من النار من ذكرني يوماً أو خافني في مقام".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اجتمع أهل النار في النار ومن شاء الله معهم من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين قالوا: بلى، فيقولون: ما أغنى عنكم إسلامكم إذ أنتم معنا في النار فيقولون: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فيسمع الله عز وجل ما قالوا فيأمر بإخراج من كان في النار من أهل القبلة فيخرجون فإذا رأى ذلك الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أرحم بعبده المؤمن من الوالدة الشفيقة بولدها".

وقال جابر بن عبد الله: من زادت حسناته على سيئاته يوم القيامة فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب ومن استوت حسناته وسيآته فذلك الذي يحاسب حساباً يسيراً ثم يدخل الجنة، وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأثقل ظهره.

ويروى أنه الله عز وجل قال لموسى عليه السلام: يا موسى استغاث بك قارون فلم تغثه وعزتي وجلالي لو استغاث بي لأغثته وعفوت عنه.

وقال سعد بن بلال: يؤمر يوم القيامة بإخراج رجلين من النار، فيقول الله تبارك وتعالى: ذلك بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد، ويأمر بردهما إلى النار، فيعدو أحدهما في سلاسله حتى يقتحمها ويتلكأ الآخر ويأمر بردهما ويسألهما عن فعلهما، فيقول الذي عدا إلى النار: قد حذرت من وبال المعصية فلم أكن لأتعرض لسخطك ثانية، ويقول الذي تلكأ: حسن ظني بك كان يشعرني أن لا تردني إليها بعد ما أخرجتني منها، فيأمر بهما إلى الجنة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ينادي مناد من تحت العرش يوم القيامة: يا أمة محمد أما ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وبقيت التبعات فتواهبوها وادخلوا الجنة برحمتي".

ويروى أن أعرابياً سمع ابن عباس يقرأ " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " فقال الأعرابي: فوالله ما أنقذكم منها وهو يريد أن يوقعكم فيها، فقال ابن عباس: خذوها من غير فقيه.

وقال الصنابحي: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في مرض الموت فبكيت فقال: مهلاً . . لم تبكي؟ فوالله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثاً واحداً سوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله النار عليه".

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل منها مثل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون، فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر فيقول: لا يا رب فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها: " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم " قال: " فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة " قال: " فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويل يصف فيه القيامة والصراط: " إن الله يقول للملائكة من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه من النار فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون: يا ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون: يا ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به، يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون: يا ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا به ". فكان أبو سعيد يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً " قال: فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال لهم نهر الحياة فيخرجون منها كما تخرج الحية في حميل السيل ألا ترونها تكون مما يلي الحجر والشجر ما يكون إلى الشمس أصفر وأخضر، وما يكون منها إلى الظل أبيض ؟ قالوا: يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة يقولون هؤلاء عتقاء الرحمن الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتم فهو لكم فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين، فيقول الله تعالى: إن لكم عندي ما هو أفضل من هذا فيقولون: يا ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضائي عنكم فلا أسخط عليكم بعده أبداً". رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وروى البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " عرضت علي الأمم يمر النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، والنبي وليس معه أحد، والنبي معه الرهط، فرأيت سواداً كثيراً فرجوت أن تكون أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر فرأيت سواداً كثيراً قد سد الأفق، فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً، فقيل لي: هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب " فتفرق الناس ولم يبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكر ذلك الصحابة فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك ولكن قد آمنا بالله ورسوله هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله، فقال: " أنت منهم " ثم قام آخر فقال مثل قول عكاشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سبقك بها عكاشة".

وعن عمر بن حزم الأنصاري قال: تغيب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لا يخرج إلا لصلاة مكتوبة ثم يرجع، فلما كان اليوم الرابع خرج إلينا فقلنا: يا رسول الله احتبست عنا حتى ظننا أنه قد حدث حدث، قال: " لم يحدث إلا خير إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم وإني سألت ربي في هذه الثلاثة أيام المزيد فوجدت ربي ماجداً واجداً كريماً فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفاً سبعين ألفاً " قال "قلت: يا رب وتبلغ أمتي هذا؟ قال: أكمل لك العدد من الأعراب".


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل فقيل له هذا فداؤك من النار".
وروى مسلم في الصحيح عن أبي بردة: أنه حدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله تعالى مكانه النار يهودياً أو نصرانياً " فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو - ثلاث مرات - أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف له.

وروي أنه وقف صبي في بعض المغازي ينادي عليه فيمن يزيد - في يوم صائف شديد الحر- فبصرت به امرأة في خباء القوم فأقبلت تشتد وأقبل أصحابها خلفها، حتى أخذت الصبي وألصقته إلى صدرها ثم ألقت ظهرها على البطحاء وجعلته على بطنها تقيه الحر، وقالت: ابني ابني! فبكى الناس وتركوا ما هم فيه، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف عليهم فأخبروه الخبر فسر برحمتهم ثم بشرهم فقال: " أعجبتم من رحمة هذه لابنها؟" قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: " فإن الله تبارك وتعالى أرحم بكم جميعاً من هذه بابنها" فتفرق المسلمون على أفضل السرور وأعظم البشارة.

فهذه الأحاديث وما أوردنا في كتاب الرجاء يبشرنا بسعة رحمة الله تعالى، فنرجو من الله تعالى أن لا يعاملنا بما نستحقه ويتفضل علينا بما هو أهله بمنه وسعة جوده ورحمته.

ليست هناك تعليقات:

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !