".. بارك الله فيك يا شيخ بس لا تبيع الخمور في محطة الوقود .. "

بدأت العطلة الصيفية ، وبدأت رحلة البحث عن العمل ، كانت البداية في المساعدة بتقطيع اشجار السرو في إحدى الحدائق واما الاخرى فكانت في تنظيف بيت قذر وهي التي دونتها – ولا زال كثيرون منكم يذكرونها – واما في الفترة الاخيرة وبعد ان وجدت عملا جيدا ورائعا ومريحا .. تعمل فيها متى تشاء ، مساء صباحا ظهرا .. واما العمل فهو بين الجلوس في حانوت تابع لمحطة وقود تُدار من خلال المحطة ، فإما جالسا تحاسب الناس واما تزودهم بالوقود من خلال نظام محوسب .
في ذلك الحانوت كما كل الحوانيت اليهودية .. حاول احدى اصدقائي ان يقنع المسؤولة ان لا تبيع الفودكا ( vodca ) في الحانوت لان الشباب العرب من القرى القريبة المجاورة سوف يقومون باعمال تخربية اذما حضروا وجعلوا يشربون ويسكرون في المكان . فوافقت ولكنها لم تمنع بيع البيرا وأصلاً لا تستطيع . وطبعا منذ اول يوم ذهبت للعمل شعرت بشبهة ما .. ولكنني كنت اتذكر كلمات ذلك الشيخ الذي سألته ذات مرة عن العمل في مصنع نقوم فيه بترتيب المشوربات وكان فيه ترتيب الخمور .. فقال ان كنت محتاج للمال ولا يوجد سوى هذا العمل ونحن في دولة يهودية فلا ارى مانعا حتى تجد عملا احسن منه فبدات العمل وسبحان الله حدث مع ان اصبت بعد اسبوع وجلست عن العمل وعندما عدت لم ينتبه المسؤول لمبرراتي وخيرني ان لا اذهب للعمرة - كنت قد سجلت ودفعت - او استمر في العمل فرفضت العمل .
وفي إحدى الليالي بينما نحن في جلسة عائلية سألني احدهم عن وضعي إن كنت اعمل او لا - لأنه يعلم كسلي - .. فلم يكن مني سوى ان اجبته بانني سوف ابدا بالعمل في كذا وكذا .. وما ان اكملت حديثي حتى اثير موضوع بيع الخمرة هناك فقلت انني سأرى غدا .
وكعادتي بين فترة وأخرى احاول ان اختار انفع ما وجدت من خلال مطالعتي للكتب او ما استلمته عبر البريد الاليكتروني فأقوم بإرساله ، وذات يوم بعد ان ارسلت رسالة عن إيجابية الإسلامية فلم يرد علي سوى شخص قريب – كان في ذلك المجلس - يقول فيها : بارك الله فيك يا شيخ بس لا تبيع الخمور في محطة الوقود .. ضحكت من الرسالة ساخرا من وضعي ومن وضع غيري كيف لا وشر البلية ما يضحك واكثر ما اغاظني وصفه لي بأنني شيخ مع العلم انني لا احب هذا اللقب .
بعد فترة من هذه الرسالة .. دخل صديق اخر على "ماسينجيري" مناديا إياي قبل السلام والتحية ,, شو يا بائع الخمر . - مع العلم ان هناك حانوت لعائلتهم تباع فيه البيرا بأنواعها - فأثار غضبي لانه يعرف انني اكره هكذا لقب وتغاضيت وسألته من اخبرك فقال انت تعمل في محطة وقود وهم يبعون هذا فكان مني السخط فقط .
مضت ايام .. وجلست مع العائلة الكبيرة مرة اخرى وفُتِحَت سيرة بيع الخمور مرة اخرى وكأن مسائل عرب 48 حُلّت الا هذه المسألة .. فمسألة البنوك الربوية كأنها غير موجودة وجميع الربا الذي يتم التعامل به قد نسي .. ومسالة العمل ايام الجمعة .. حتى ان هناك اشخاص يقولون سرقة اليهود حلال ..او ان غش اليهود حلال - ويا ويلك ان حاولت ان تتقن عملك !!! - .. ومسائل اخرى انا ضدها طبعا ! !
قام والدي الذي كثيرا ما كان يضغط علي من اجل الذهاب للعمل - لأانني متفلسف في قضية العمل واطالب بحقوقي التي يصعب منالها - .. في أي عمل وقال لا اريدك ان تعمل في هذا العمل . فما كان مني سوى الغضب وقررت بعد كلمات غاضبة – لا داعي لذكرها – انني لن اعمل في محطة الوقود مجددا .
كل ذلك بحجة انني لست مثل غيري .. على رأيهم صاحب مبدا .. وان بن لادن تخلى عن الملايين من اجل مبدا ..
صراحةً ، تلك الكلمات حتى الان لم ترسو في خليج بعد فلا ادري اهي صواب ام خطأ .. هل اصحاب المبادئ يجب ان يتنحوا جانبا عن الحياة حتى لو كانوا يعيشون في دولة اضطروا للعيش فيها .
علما بان الحياة في دولة يهودية .. تجبر الإنسان على ان يتعامل مع كثير من الامور التي يكرهها .. فمثلا العمل في سوبر ماركت يبيع الخمور خطا .. والعمل في محطة وقود تبيع خمور خطأ والعمل في محل حواسيب يخترق برامج عن طريق ( كراك ) خطا والعمل في المطاعم خطأ لانه كلها تبيع الخمور .. والتعامل مع البنك خطأ والعمل فيه خطا .. وتعمل في الخياطة خطا نظرا لفحش الملابس التي يتم تخييطها .. والعمل مع المزارع التي تقطف الثمار قبل موعده خطا .. وربما ياتي من يقول ان التعامل مع مصنع يتعامل مع بنك ربوي خطأ .. فتصبح حياتنا اخطاء في اخطاء .. !! ! !
حتى الان لا اجد في قرارة نفسي إجابة عن هذه المسألة .. ولا اجد في نفسي سوى الحيرة ..
والمشكلة العويصة حلّت بعد الخروج للشارع فتجد من يصفك بالأهبل ، او : هسا عامل حالك شيخ ، وهذا عمل ليس حرام ، وظللك قاعد بالدار ، انت لازم تطلع عالشغل ، لسة ما لحقت تبدأ ، واخرى ..!!!! وفي معظم الحالات كنت اجد نفسي افضل السكوت او تغيير الموضوع او ايجاد حجج اكثر مادية حتى يستطعيون فهمها !!!
نسيت ان اخذ رأيكم في فكرة تدور في خاطري ،، فبعد ان شجعني اخرون ملتزمون انني تركت شيئا لله ولكن هناك فكرة لا تزال في خاطري وكان المفروض ان استمر في العمل بدلا من الجلوس في البيت . فما قولكم ؟ ؟ ؟؟ ؟
هناك ٥ تعليقات:
أحمد العربي
أميص مأصوص يقول اليوم 20 آب 2008 في جريدة الشرق الأوسط في الصفحة الأخيرة على اليسار تحت عنوان فخم جدا ( هدية من جيش الدفاع الإسرائيلي ) لياعيل موشي ديان ( يعني لا خمور في رمضان )
بس في رمضان يا حبيب الأدباء الرائعين كما تسمي ياعيل ،
السخافة أن قبلها بيومين يم الإثنين يكتب عن أم كلثوم ، سلطة هذا المخلوط
الخلاصة
نعم كان المفروض أن تستمر في العمل بدل الجلوس في البيت إلا إن كان الجلوس في البيت كمان شغل تاني على طريقة أميص مأصوص
شُكرا لمروركم ..
وانا اشعر ان المفروض كان ان اكمل حتى اجد عملا احسن ... قبل يومين وجدت عملا صعبا .. حفر وحمل حديد وما ادراك :(
ولا تحرمونا من زياراتكم
الحديث الصحيح مذكور فى تلك القصة .. يقطع الشك باليقين .. وكلنا نعلمه جيدا
مشكوووور .. وتسلم ايديك على الموضوع الممتاز
new2you ,
http://newt0you.blogspot.com/,
توك شو , برامج ترفيهية , مطبخ
خدمات دبى – ابو الهول
كهربائي منازل وفلل دبي
كهربائي منازل دبي
إرسال تعليق