الثلاثاء، ٤ شعبان ١٤٢٩ هـ

في فن المقالة .. ( انا أفكر .. انا اكتب .. الكتابة للجميع )

في فن المقالة .. ( انا أفكر .. انا اكتب .. الكتابة للجميع )
بِقلم : عمر عاصي


كثيرا ما يُنظر للكتابة على أنها شيء عظيم .. عظيم جدا ، لا يقدر عليه سوى خريجو الجامعات واصحاب الخبرات والتجارب حتى ان البعض مصاب بمرض يرى فيه ان الكاتب لا يكون الا ببدلة رسمية او طربوش عثماني او ملابس النبلاء وهذه ترهات يجب ان توضع جانبا . فالكتابة في الحقيقة هي من الامور التي يمكن لكن إنسان تحقق فيه معنى الإنسانية عاقل – كمان يقول افلاطون - او الفلسفة – حسب وجهة نظر ميخائيل نعيمة – وبعد كونه عاقلا او فيلسوفا يستطيع ان يكتب ولا بد ان يترك للزمن والإنتقادات البنائه نصيبا في تطوير ملكة الكتابة عنده .

بينما نحن متواجدين في أي مكان كان , وفي مطالعتنا لأي كتابٍ ، وسماعنا لأي صوت , لا بد وأن تكون الأذهان حاضرةً والعقول مبصرة ، برؤية ثاقبة ، ننقد ، نوازن ، نرجح ، حتى نتمكن من تحقيق خلفية فكرية وثقافية تمكننا ان نصبح اصحاب وجهات نظر ونتخذ الدروس والعبر من تلك الأحداث التي نعيشها .

بِهذا نكون قد حققنا الخطوة الأولى في كتابة المقال ، فالمقالة وإن كان فيها إعتماد لا بئس به على العلم باللغة وفنونها ولكنها في اهم جوانبها تعتمد على غايتين أساسيتين :

1) التعبير عمّا يجول في الخاطر حول قضية من القضايا :
بعد ان تتوفر في الكاتب الصفات التي اوردناها في البداية والتي تشكل اساسيات في مهارات التفكير ، وتتمكن من طرح ارائك دون تهديد فلا حجة في ان لا يزاول الإنسان هذا الفن – فن المقالة - . فكلنا لنا قضية نهتم بها ونعيش لإجلها .

2) محاولة إقناع الناس بوجة النظر .
وهي غاية لا بد من توفرها في حياة كل صاحب قضية يريد الإنتصار لها ، فلا بد وان يكون فيه داخله هم بايصال فِكره الى الناس عسى ان يتأثروا بافكاره ويعينوه على إقامة هذه القضية وتحقيقها وتطويرها . وهذا الامر مهم جدا في حياة المسلمون فهو يندرج تحت راية الدعوة الى الله بالحكمة ، والدعوة الى الله لهي عمل من اعظم الأعمال , وكل عملا نفعله نبتغي به وجة الله وفيه رقي للأمة والمجمع وحتى الإنسانية بأجمعها لا بد وان تنطوي تحت مضمار تحقيق رسالة العبودية وهي غاية الوجود .

وبهذا نرى ان تحقيق الغايتين يتوفر عن غالبية الناس , فأفلاطون يقول مجنون من لا يفكر , إذا فالمفروض ان كل إنسان لا بد وان يفكر , فيأتي ميخائيل نعيمة ليقول : كل إنسان فيلسوف ما دام يفكر ويتخذ لنفسة منهجا معلوماً ، فمن ميخائيل نستنتج ان الإنسان الكاتب لا بد وان يكون مفكراً فيلسوفاً .

إذا تناولنا ما قاله افلاطون وميخائيل فاننا يمكننا ان نقول ان معظم المجتمع فلاسفة ، ومن حقاً ان نتسائل : لماذا لا يكون كل إنسان كاتب ؟ وكيف يكون الكاتب مبدع ؟

ان تحقيق الغاية الأولى سهلة ولكنه مهم جداً وفيه يحصل التفاوت والإبداع ، فبعد الإلتفات للظواهر والأحداث ، لا بد للمتفكر أن يسعى لأن تتسع مداركه فيخوض في الأبعاد ولا يجعل تفكيره سطحياً إنما يحاول أن يتعرض لكل ما في تلك القضية من جوانب حتى تتجلى للكاتب وجهة نظر واضحة صائبة ، كما يجب ان يعتمد الكاتب في مرحلة التفكير تدويناً للخواطر والتساؤلات والأفكار حتى لا تندثر وتنتسى .

اما الغاية الثانية هي التي تقرر في أغلب الأحيان مدى نجاح الكاتب ، فأن تقنع الأخرين برأيك هذا إمتياز وتفوق وإن كان غير مطلوبا في الضرورة فكما يقول أحدهم : ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك انما عليك ان تقول للناس ما تعتقد انه الحق . فالإقناع فن ومهارة لا تتأتى باليوم والليلة فتتطلب من الكاتب ان يكون صاحب خبرة ودراية ونظرة إبداعية للقضية ، ويعتمد ذلك على الأساليب المستخدمة في المقال : كأن يدعم الكاتب رأيه بالحقائق والبراهين من جهة ومن جهة اخرى يدعمه بوجهات النظر والمقولات التي وردت على لسان العظماء من ابناء العصور والذين لهم وزنهم بين الأمم ، كذلك يمكن الإستعانة بأي مواد من شأنها ان تدعم القضية التي يعالجها الكاتب ولكن بالاعتناء بالأولويات والفوائد .

وما ان تتحقق الغايتين ، لا يتبقى سِوى الكتابة والتأليف وهي مرحلة فيها إعتماد قوي على الثقافة اللغوية والإلمام والمعرفة باسرار ومكنونات اللغة ، فبيدأ الكاتب بتطوير الأفكار الى فقرات ثم يحدد موقع الفكرة المركزية . كما ويجب الإعتناء بالربط بين الفقرات والجمل بصورة ادبية لائقة مستخدمين ادوات الربط المختلفة .

إن هذه المرحلة تتطلب من الكاتب مهارات لغوية غالية جداً ولا تتحصل بسهولة إنما تكون بمطالعة كتب الأدباء والإتطلاع على المعاجم وكتب فقه اللغة بما تحوية من تفاصيل عجيبة .

وبعد هذه الخطوات كلها تتبقى لنا الخطوة الأكثر حساسية وتدقيقا وهو فحص المقال وقراءته قراءة تمعن ونقد ، فيصحح ما يحتاج للتصحيح ويتأكد من وضوح وجهات النظر والهدف من الموضوع ، كما ولا بد ان تتم مراجع الأخطاء اللغوية والنحوية .

أخيراً : هذه دعوة لكل إنسان يُفكر ويتخذ لنفسه منهجاً معلوماً ، ألّا يقف أخرساً أمام القضايا الساخنة وإن كان في جعبته ما قد يفيد الأمة فلا يبخل على مجتمعه بها ، وإن ينهض للكتابة ، فليس هناك صعوبةً تستحق الذِّكر . وللإسف ان الحقيقة المؤلمة انك في اثناء اندلاع القضايا الساخنة تجدنا نحن العرب وربما غيرنا .. نتحدث عن القضايا بكل حرارة فحتى في محلات الفلافل والمقاهي والنراجيل تجد بعد الناس تركوا همومهم الذاتية وباتوا يتحدثون عن القضايا الكبرى ومنهم من يتكلم بوجهات صائبة كتلك التي يقولها الرؤساء والمحللون السياسيون ولكن في المقابل تجد عندهم ذلك الهاجس والخوف من الكتاب .. فإذا كان الوضع كذلك لماذا لا ينطلق كل الناس - سوى اولئك الذين تتحقق فيهم المقولة : يعيش حتى يأكل ولا يأكل حتى يعيش .. - .



هل ستنطلق لتكتب ؟؟ هل ستبقى متقوقعا في تلك الافكار والخرافات القديمة ؟؟

إفتتح مدونة ألان - إذا اردت مساعدة فنحن في الخدمة - .. وإنطلق للكتابة .. ربما سيهزأ منك البعض وربما سيشجعك اخرون .. لكن المهم انك إنطلقت لتفعل شيئا ..

نصائح قبل البداية .

يمكنك ان تفتح اي موقع من المواقع التي فيها مقالات وانصحك بموقع الجزيرة توك : http://www.aljazeeratalk.net/portal/ ادخل وإقرا في المقالات حتى يعجبك مقالا .. ربما ستشجع صاحب المقال وربما لن يعجبك مقاله - ممتاز هذا يعني انك صاحبة وجهة نظر .. -

من ثم أدخل الى موقع جوجل http://www.google.com/ وإبحث عن المسألة التي يعلاجها ذلك المقال الذي إستحوذ إهتمامك : ومن جوجل حاول ان تقرا بضعة مقالات تهتم بنفس المسألة .

إستعرض الأفكار التي هي ضد والتي هي مع .. بأسلوب مميز قد المستطاع ..

ومن كل تلك الإفكار حاول ان تكتب مقدمة .. تعطي فيها لمحة عامة عن الموضوع .

واخيرا لان فن المقال يختلف عن فن التقرير .. يمكنك ان تبدي بوجهة نظرك الخاصة !! وان تحاول قدر الإمكان ان تقنع القارئ بوجهة نظرك .. - تماما كما تفعل عندما تختلف انت وصديقك - .

راجع المقالة مرة ومرتين ..

حاول ان تنظر للمقال على انه ليس لك .. وحاول ان تكتشف مواطن ضعفه . كما لا تخجل ان تعرضه على اصدقائك الذين يقرأون الكتب ويكتبون الخواطر والمقالات .. ارسله ايضا لشخص دائما ما يكون ضدك :) .. فهذا سيفيدك كثيرا ولا تأخذ بكل ما يقوله وخذ فقط بما تعتقد انه صواب ويجب عليك تصحيحه ..

بعد ان تفعل هذا .. تعال حدثنا عن التجربة :)

والسلام ..

ليست هناك تعليقات:

من هم عرب 48 ؟؟

انني وبعد ان خضت تجربة لا بئس بها في الساحة العربية الإسلامية الاليكترونية , كالمنتديات والمدونات , وموقع شتى , اثارني دائما ان هناك نسبة لا بئس بها لا يعرفون عن عرب 48 اي شيئ وإذا كانوا يعرفون فمعلوماتهم مغلوطة نوعا ما .. واصلا هناك من استغرب بوجود عرب داخل اسرائيل !!! فمن فضلك اقرا هذا السطور قبل الدخول وبإسم الله نبدا : عرب الـ48، هي التسمية الشائعة في العالم العربي للفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (الخط الأخضر، أو خط الهدنة 1948).(يستخدم مصطلحي "عرب إسرائيل" و "الوسط العربي" للإشارة إليهم في الإعلام الإسرائيلي، كما يستخدم مصطلح "الأقليات العربية"، لاحظ استخدام صيغة الجمع) هؤلاء العرب هم من العرب آو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب الـ48 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. تضم الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية سكان شرقي القدس وهضبة الجولان إلى "عرب إسرائيل" بالرغم من أن أغلبيتهم حائزين على مكانة "مقيم دائم" في إسرائيل ولا يملكون الجنسية الإسرائيلة. حسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية يشكّل المسلمون حوالي 83% منهم ، 12% من المسيحيين و5% دروز. يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1،413،500 نسمة1، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين2 وهم يقيمون في ثلاث مناطق رئيسية: جبال الجليل، المثلث وشمالي النقب. أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين..من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أخيراً : معلومة مهمة جدا الا وهي ان دخول الجيش الاسرائيلي غير متاح للعرب المسلمين والمسيحيين بسهولة خوفا من عدم الولاء للدولة !